ضمن سلسلة «كتاب دبي الثقافية» الذي يوزّع مجانا مع المجلّة يحمل العدد الجديد عنوان «محمود درويش حالة شعرية» للكاتب والناقد الدكتور صلاح فضل وهو من الحجم المتوسط جاء في 153 صفحة. في تقديمه للكتاب يقول سيف المرّي: «محمود درويش قامة شعريّة تتجاوز حدود المألوف وتقترب من الأسطورة.. إنّه الرائع بحضوره، والمبدع في غيابه، لغته الشعرية قريبة من الرّوح، وكأنّ له معرفة بأسرار ذلك العالم! تألّق في حياته، كما تألّق في وفاته، قلبه الكبير استوعب رجال القضية الفلسطينية بكلّ تناقضاتهم، ورحلة نضاله لم تتوقف بتوقّف «عدّاد» الأيّام، اجتاز بشعره مسافات العالم، فأوصل صوته وقضيته الى أركان الدنيا. أطلقته القاهرة شاعرا محلّقا في سموات الإبداع وتأبّطته بيروت سيفا عربيّا، وكانت المرافئ العالميّة محطّ حلّه وارتحاله مع لغة الشعر الخالدة، وحيثما حلّ أو ارتحل حلّت معه القضية الكبرى حاضرة بحضوره. وإذا قاتل المناضلون بالبنادق في ساحة الوغى، فإنّ محمود درويش مازال يقاتل ويناضل وهو في قبره بسلاح الكلمة، وان كانت رائعته الأولى التي قدمته وعرفته بالمتلقي العربي هي «سجّل أنا عربي» فإنّ هذه العبارة قد أعارها بدوره لكلّ عربي يحقّ له أن يستخدمها، معرّفا بأمته وهويته» ويعقّب الأستاذ ناصر عراق بقوله: «في هذا الكتاب يقودنا صلاح فضل خطوة خطوة وبحذق نحو عالم درويش الصّاخب والجريء والمدهش والمتنوّع والإنسانيّ، فنرى ونلمس ونتذوق تجربة عريقة ومتنوّعة لشاعر فذّ واستثنائي أقام الدنيا ولم يقعدها، وشغل الناس فانشغلوا به وما زالوا!!» أمّا محتويات الكتاب فهي: إهداء مفتتح، الفصل الأوّل: شعريّة العشق، الفصل الثاني: عالم من التحولات الفصل الثالث: قراءات نصيّة حالات الشعر والحصار. من هو صلاح فضل؟ هو من مواليد قرية شباس بوسط الدلتا في مارس 1938، حصل على دكتوراه الدولة في الاداب من جامعة مدريد المركزيّة (1972)، عمل في أثناء بعثته مدرّسا للأدب العربي والترجمة بكلية الفلسفة والآداب بجامعة مدريد منذ (1968) حتّى (1972) ، أنشأ خلال وجوده بالمكسيك قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة المكسيك المستقلّة (1975)، حصل على جائزة البابطين للإبداع في نقد الشعر (1997) وجائزة الدولة التقديرية في الآداب (2000). أهمّ مؤلفاته: «من الرومانث الإسباني»، «دراسة ونماذج»، «منهج الواقعية في الإبداع العربي» (1978)، «إنتاج الدّلالة الأدبية» (1987)، «شفرات النص بحوث سيميولوجيّة» (1989)، «قراءة الصورة وصورة القراءة» (1996)، «شعرية السرد»، «تحوّلات الشعرية العربيّة»، «الإبداع شراكة حضارية»، «لذّة التجريب الروائي»، كما تَرْجَمَ عن المسرح الاسباني، «الحياة حلم» لكالديون لاباركا، و»نجمة إشبيلية» تأليف لوبي دي فيجا، و»حلم المقل» و»دون كيشوت» تأليف بويروبايخو.