في الكلمة التي القاها في افتتاح الندوة، قال الاخ عبد المجيد الصحراوي بالخصوص: نلتقي اليوم، في رحاب هذه الدار المغاربية، لنحتفل، ولو بشكل رمزي بالذكرى العشرين لميلاد الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي. فعلى امتداد أيام 6 و7 و8 ديسمبر 1989 تمخضت اجتماعات الدارالبيضاء عن الإعلان رسميا عن ميلاد الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي. ولا شك أن لقاءنا اليوم هو في حد ذاته ثمرة من ثمار توحيد الصف النقابي المغاربي، وإزاء التعثر الذي تشهده المسيرة المغاربية على مستوى الهياكل الرسمية يمكن أن نقول أنه يكفينا فخرا، نحن معشر النقابيين، أن يكون لنا هذا النّفس المتواصل بنفس التوهج الذي كان منذ عشرين سنة، وهذه الرّوح المغاربية التي تسكننا وتدفعنا إلى أن نجعل من الضعف قوة وأن نتمسّك بكل إيمان بالمسيرة المغاربية. واجتماعنا اليوم هو دليل على وفاء النقابيين، جيلا بعد جيل، للمبادئ والقيم التي قامت عليها الحركة النقابية المغاربية منذ جيل الرواد. واضاف الاخ عبدالمجيد قائلا: مرحبا بكم في مقر الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي الذي نطمح إلى أن نجعل منه فضاء يحفظ الذاكرة النقابية ويوثق لمسيرة أجيال النقابيين الذين أسّسوا الحركة النقابية المغاربية وعملوا على دعمها وإثرائها، وفضاء للدراسات والبحوث التي تساعد على تحسّس الطريق نحو المستقبل ونحت ملامح الكيان المغاربي الذي نريده كيانا موحدا منسجما عتيدا قويّا له وزنه واعتباره مثل سائر التكتلات الإقليمية. ولا يفوتني في هذه الكلمة إلاّ أن أذكّر بالإطار العام لهذه الندوة، وأعني به: أي دور للمجتمع المدني في بناء صرح المغرب العربي؟ وهو إشكال هام في راهننا اليوم ذلك أن بناء اتحاد المغرب العربي يمثل أولوية ملحّة للدول والأحزاب والنقابات ومختلف مكونات المجتمع المدني بوصفه خيارا استراتيجيا لبناء مستقبل منطقتنا وتلبية تطلعات شعوبنا إلى الحرية والعدالة والرفاه والاندماج الإقليمي خاصة وأن المجتمع المدني يتضمن النقابات العمالية والجمعيات المهنية والثقافية والرياضية والأحزاب السياسية وجمعيات حقوق الإنسان وجميع شرائح المجتمع. ولقد أصبح البناء المغاربي من الأهداف الحيوية لإزدهار شعوب المنطقة، وهو ما يحتّم على جميع مكوّنات المجتمع المدني بأقطارنا أخذ المبادرة في هذا المجال وذلك ببعث مؤسسات مغاربية غير حكومية تنفّذ برامج مشتركة، كما ينبغي تدعيم التنسيق مع مختلف مكونات المجتمع المدني من أجل تعزيز التحولات الديمقراطية والدفاع عن الحريات النقابية والمدنية واحترام حقوق الإنسان. إننا وأمام الجمود الذي يتصف به العمل المغاربي المشترك أردنا نحن معشر النقابيين، أن نجعل من هذه الاحتفالات بالذكرى العشرين لتأسيس اتحادنا مناسبة جديدة لتشريك مختلف المنظمات والشخصيات الحقوقية والمدنية في المجهود المبذول لتحريك المسيرة المغاربية وإشعار الحكومات بمنطقتنا بحتمية العمل المغاربي الموحد بما يكفل لشعوبنا حظوظا أوفر في التنمية والرقي والعدالة الاجتماعية ومزيدا من القناعة والقوة والاحترام. إن الأواصر التي تجمع بين أبناء تونس وليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا لا بدّ أن تتغلّب في النهاية ولا بدّ أن تتغلب أيضا لغة المصالح المشتركة بين أقطارنا.