تتعدد استعمالات الهاتف الجوال وعادة ما يتنافس الشباب والكبار لإمتلاك أضخم أنواع الهواتف الجوالة إلى هذا الحد يبدو الأمر طبيعيا لكن ماذا عندما تنتقل هذه التكنولوجيا الحديثة بين تلاميذ المدارس والمحاضن والمعاهد هنا يتحول الصراع إلى مصدر للإزعاج خاصة إذا تعددت استعمالات وخاصة رنات الهاتف النقال داخل قاعات الدرس وقد قمنا برصد هذه الظاهرة في الريبورتاج التالي. توسعت هذه الظاهرة تدريجيا في صفوف التلاميذ والصغار وأصبحت لافتة للانتباه بدرجة أصبح المعلمون والأساتذة يتذمرون من هذه المسألة. «الأولياء مسؤولون» تقول السيدة بسمة معلمة: إن مسؤولية انتشار هذه الظاهرة تعود الى الأولياء وتضيف «ان اغلب التلاميذ يستعملون الهاتف الجوال وقد أصبح من النادر أن تجد تلميذا لا يمتلك هاتفا جوالا ففي السنة الفارطة وبينما كنت بصدد إلقاء الدرس لفت إنتباهي تشويش تلميذين أثناء عملية سير الدرس فقمت بإنذارهما لكن لم يعبأ كلاهما بما قلت الأمر الذي دفعني إلى تقصي الآمر والتثبت مما يحدث حينها اكتشفت أن التلميذين كانا بصدد تبادل بعض الصور الإباحية على هواتفهم الجوالة وتضيف محدثتنا «أقوم بتنبيه تلاميذي بغلق هواتفهم قبل انطلاق الدرس لكنني أفاجأ وأثناء الدرس برنات من كل الألوان من الشعبي والمزود الى الشرقي وبطبيعة الحال عند كل رنة أضطر إلى مقاطعة الدرس الى حين انتهاء قهقهات التلميذ على نوعية الأنغام المحملة على الهواتف الجوالة وتختم محدثتنا القول «إن استعمالات الهواتف الجوالة يكثر في فترة الامتحانات حيث يقوم البعض بنسخ بعض الدروس على هواتفهم والبعض الآخر يستنجد بوالديه عبر هاتفه أما الآخر فيتظاهر بالتمارض أثناء الدرس. إن هذه الظاهرة أصبح يتذمر منها العديد من زملائي والأغرب أن الأولياء هم من يشجعون أبناءهم على امتلاك أحدث وأرقى أنواع الهواتف الجوالة . الهواتف لتقريب المسافات وفيما يتذمر الأساتذة والمعلمون من مثل هذه التجاوزات والممارسات اليومية اعتبر الأولياء أن الأمر أكثر من عادي واستعمال الهاتف الجوال أصبح أمرا ضروريا لتقريب المسافة بينهم وبين أبناءهم أما التلاميذ فيرون أن الهاتف الجوال أصبح ضرورة ملحة في يومنا هذا وعن الأسباب يقول البعض من التلاميذ أن الهاتف الجوال يمكنهم من الاتصال بأوليائهم في حال تغيب الأستاذ أما البعض الآخر فيقول أن الهاتف الجوال يمكنهم من قضاء حوائجهم فمثلا عند التغيب عن الدرس وفي حال تعذر الوالدين عن الحضور لتبرير سبب الغياب يكون الهاتف الجوال حلا ناجعا في مثل هذه المناسبات أما عن عدد التلاميذ الذين يملكون هاتفا جوالا داخل القسم فيقول البعض أنه يناهز ال 20 تلميذا داخل القسم الواحد. شر لا بد منه ينصح المختصون النفسيون بان استعمال الهاتف الجوال داخل قاعات الدرس من شانه أن يحدث العديد من المشاكل للتلميذ والأستاذ فإذا ما توقفنا عند هذه المشاكل التي تحدث للتلميذ والأستاذ فاهمها هي انعدام القدرة على التركيز وبالتالي الفشل أما فيما يخص الأستاذ فان كثرة التشويش من شأنه أن يضعف قدرة الأستاذ على التركيز وبالتالي انعدام حلقة التواصل بين التلميذ والأستاذ. التلميذ غيث يقول أن الجيل الجديد لا يمكنه الاستغناء عن الهاتف الجوال ولا يمكن لأحد أن يعارض امتلاكه لهذه التكنولوجيا الحديثة وهو يقوم بغلق هاتفه داخل القسم حتى لا يشوش على أساتذته وأصدقائه أما نجلاء فهي تعارض امتلاك التلاميذ لهواتف نقالة وتضع في هذا الصدد مقارنة بين الأجيال الماضية حيث لم تكن هناك هذه التقنية ورغم ذلك نجحوا في حياتهم ودراستهم إضافة إلى أن هذه التقنية تسبب انحلالا في الأخلاق والمبادئ لأنها تكون عادة غير مراقبة من طرف الأولياء وقد لا يعلم الوالدان بامتلاك ابنهم لهاتف جوال لان إخفاءه سهل. أصبح الهاتف الجوال ضرورة فرضتها العديد من التغيرات وهو ما جعل العديد يعتبره نعمة أكثر منه نقمة