بالرغم من انه لم يمض على العودة المدرسية سوى بضعة أسابيع إلا أن الحديث عن الدروس الخصوصية بدأ يدب في صفوف التلاميذ فلا تسمع إلا عبارات مثل من هو الأكفأ من الأساتذة في مادة الرياضيات أو الفيزياء أو العلوم الطبيعية؟ ماذا لو انقطعت هذه السنة عن تلقي الدروس الخصوصية هل سأحصل على معدل في تلك المادة أم أن الأستاذ سيعتبرني من المغضوب عليهم وسيحرمني حتى من المشاركة في حصة الدرس؟ وإذا بادرت أنا بطلب الإلتحاق بالفوج الذي سيدرسه هل سأنال رضاه وسأحصل على علامات جيدة حتى ولو كان مستواي متواضعا مثل هذه الحكايات جعلتنا نتساءل هل فعلا أصبح الأستاذ يساوم تلميذه ولا يسند له عددا جيدا إذا رفض «الخضوع» للدروس الخصوصية ؟ ولماذا يلهث الأولياء وراء الأساتذة حتى يعطوا دروسا لأولادهم ثم يلقون عليهم اللائمة ويتذمرون بعد ذلك من ارتفاع أسعار هذه الدروس ويبررون سعيهم للدروس الخصوصية بعدم كفاءة الأساتذة في الفصل وعدم رحابة صدرهم وعدم تمكنهم من بيداغوجيا واضحة تمكن التلميذ من استيعاب الدرس في الفصل؟ وهل أصبح الأستاذ يجعل من الدرس الخصوصي مورد رزق ثان وراتبا إضافيا ينافس راتبه الأول خاصة إذا وصل سعر المادة المدرسة إلى 100 دينار شهريا؟ وللإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها تحدثنا إلى عدد من التلامذة والأساتذة كما اتصلنا بوزارة التربية والتكوين لمعرفة الجديد في مسألة الدروس الخصوصية. الإيجابيات والسلبيات محمد خليل برباشي سنة ثانية علوم بالمعهد الثانوي نهج مرسيليا كان من بين التلاميذ الذين أدلوا بدلوهم في مسألة الدروس الخصوصية وتحدث عن إيجاباتها وسلبياتها فقال أنا مع الدروس الخصوصية لأنها تعين التلميذ على فهم الدرس وتنمي زاده المعرفي ثم إن التلميذ الذي يتلقى دروسا خصوصية يصبح محبوبا لدى أستاذه ويتحصل على عدد إضافي يحسن من معدله العام في المادة التي يتلقاها . إلا أن بعض الأساتذة وليس كلهم طبعا يسيؤون التصرف إلى التلميذ الذي يرفض أن يتلقى الدروس الخصوصية إلى درجة يحرم فيها من المشاركة في الدرس وهذا يضر بالتلميذ. من جهتها اكدت مروى سنة ثالثة رياضيات أن هناك من التلاميذ من يتلقون الدروس الخصوصية لغاية معينة وهي الحصول على علامات ممتازة في الإمتحان.كما أن هناك ايضا أساتذة عرفوا بتميزهم في تدريس المادة المختصين فيها وهؤلاء يقع عليهم الطلب كثيرا ليعطوا الدروس الخصوصية وهم عادة قبلة جل التلاميذ الراغبين في تحسين مستواهم العلمي مساومة مسألة مساومة الأستاذ للتلميذ بين الخضوع للدروس الخصوصية والحصول على علامات جيدة في الإمتحان أو عدمها مسألة أجمع عليها كل التلاميذ الذين تحدثنا إليهم كما أكدوا أن أكثر التلاميذ يلتجؤون للدروس الخصوصية بغاية الحصول على علامات جيدة في الإمتحان ومنهم مهدي عمارة الذي أكد أن هناك من التلاميذ من يدفع للأستاذ مقابل أن يجد الإهتمام الكافي من أستاذه في الفصل مضيفا أن الأساتذة يعطون الدروس الخصوصية بغاية جمع المال ومن لا يدفع المال لا يحصل على معدل جيد. ضرورية بشروط تلاميذ البكالوريا هم المعنيون أكثر من غيرهم بالدروس الخصوصية وخاصة منهم تلاميذ الشعب العلمية كالرياضيات والعلوم الطبيعية فالعلامات الجيدة ترفع من المعدل العام للتلميذ خلال السنة الدراسية وهو ماله تاثير جيد على امتحان اخر ا لسنة هويدة بكالوريا علوم طبيعية سألناها عن الدروس الخصوصية فقالت هي ضرورية بالنسبة لتلاميذ البكالوريا فهي تقوي الزاد المعرفي للتلميذ وتعينه على فهم التمارين وعلى استيعاب ما استعصى عليه في الدرس وخاصة في المواد الأساسية كالرياضيات والفيزياء والعلوم الطبيعية .وهناك من الأساتذة من يجبر التلميذ على متابعة الدروس الخصوصية وإلا لن يحصل على معدل جيد في الإمتحان. ليست من أخلاق الأستاذ لمعرفة رأي الأساتذة فيما نسب إليهم اتصلنا بالسيد أنيس جلايلية أستاذ فرنسية بمعهد أبو القاسم الشابي بغار الدماء فقال أنه لا يعتبر الدروس الخصوصية أمرا ضروريا يجب على أي تلميذ الخضوع لها وإنما هي صالحة للتلميذ الذي يشتكي نقصا معينا في مادة ما وهو ضد مبدإ المساومة وضد المحاباة بين تلميذ واخر مضيفا أن المساومة بين تلقي الدروس الخصوصية والحصول على معدل جيد في الإمتحان ليست من أخلاق الأساتذة و إن وجدت فهي حالات شاذة لا يمكن القياس علها . أما السيد جمال أستاذ الرياضيات فقد أكد أن أي مجال به الغث والسمين وأن أكثر الأساتذة يعملون بضمير مهني ويحكمون عقولهم قبل عواطفهم في مسألة إسناد الأعداد للتلاميذ وأرى أن الدروس الخصوصية ضرورية للتلاميذ الذين لا يراجعون دروسهم باستمرار . طلب استرخاص وضعت وزارة التربية والتكوين على ذمّة الأساتذة الراغبين في إعطاء دروس خصوصية «طلب استرخاص لتنظيم دروس خصوصية» يضمّ عدد الأفواج وأسماء التلاميذ المعنيين وأقسامهم والمؤسسة التربوية التي ينتمون إليه واليوم والتوقيت وتاريخ انطلاق الدروس وعنوان المحل الذي ستنتظم به الدروس وهو ما من شأنه أن ينظّم عملية سير هذه الدروس ويقننها كما يلتزم الأستاذ بإحترام الأحكام الواردة بالأمر عدد 679 المؤرخ في 1980/3/25 وخاصة الفصل 12 منه وذلك بالسماح بإجراء زيارات التفقّد البيداغوجي والمراقبة الإدارية بالمحل الذي ستنتظم فيه الدروس دون قيد أو شرط