تضمن تقرير مؤتمر الاممالمتحدة للتجارة والتنمية جملة من المؤشرات والمعلومات عن مختلف بلدان العالم في ما يخص تقنيات التكنولوجيات الحديثة وتم خلال اللقاء الصحفي الذي دار الأسبوع المنقضي تقديم تقرير اقتصاد المعلومات لعام 2009 وبين هذا التقرير الذي تم الاعلان عن محتواه انطلاقا من مجموعة عواصم هي «تونس، نيوورك، مانشستر، بانكوك وهيلسينكي» ان تونس من بين الاقتصاديات في افريقيا الاكثر ديناميكية في مجال تكنولوجيات الاتصال والمعلومات. واختيار تونس لتقديم تقرير يمثل اعترافا دوليا بالمستوى الرفيع الذي حققته تونس في هذا المجال لكن التحدي الاكبر يبقى في تخطى الفجوة الرقمية خاصة امام التطور السريع لهذا القطاع وامام تطور نسق التنمية والتفاوت بين البلدان على مستوى الربط بشبكة الانترنات ذات التدفق العالي والذي يشكل عائقا للمؤسسات في البلدان الأقل تقدما خاصة في افريقيا باستثناء تونس، مصر، المغرب وجنوب افريقيا وبين السيد منجي حمدي مدير العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصال ان تطور عدد مستعملي الهاتف الجوال الذي بلغ 4 مليار مستعملا مقابل1.4 مليار مشترك في سنة 2003 يعود الى الاهمية التي يمثلها في مجال الاستثمار والاستعمالات المالية والاسواق الفلاحية ومن بين النقاط الاخرى التي تضمنها التقرير هي مسألة مستوى التعريفات للتدفق العالي للانترنات ذلك ان كلفة استعمال الانترنات أرفع واكثر بكثير بالبلدان الاقل تقدما وتتجاوز 100 دولار شهريا كما يبلغ النفاذ الشهري لخدمات السعة العالية قيمة 130 دولار على سبيل الذكر في بوركينافاسو وافريقيا الوسطى الا انه في تونس ومصر ينفق المشترك 20 دولارا واشار التقرير الى ان اغلب البلدان الصاعدة والمتطورة في العالم تتقدم بنسق اكبر واسرع من غيرها على مستوى النهوض بالتكنولوجيات الحديثة لذلك نلاحظ الفرق في مجال الربط بشبكة الانترنات ذات التدفق العالي وارتباطه الوثيق بنمو الناتج المحلي الاجمالي وتعتبر البلدان الافريقية اقل حظا من بقية المناطق. وتعتبر تونس من بين البلدان المتقدمة في هذا القطاع وفي مجال تصدير الخدمات الاعلامية واقتصاد المعرفة التي حققت فيه مستوى عالي. أما الأهداف المستقبلية وحسب ما اكده السيد الحاج قلاعي وزير تكنولوجيات الاتصال خلال الفترة الممتدة 2009-2014 هي بلوغ مليون مشترك جديد بالانترنات ذات التدفق العالي على غرار توفير خدمات الانترنات ذات التدفق العالى عبر الهاتف الجوال من الأجيال الجديدة أضف الى ذلك مضاعفة 6 مرات طاقة الربط الدولية لتونس بشبكة الانترنات ورفع سعة الربط الى 100 جيغا بيت في الثانية في 2014 مقابل 17.25 جيغابيت في الثاني الآن كما يهدف البرنامج الانتخابي الرئاسي الى توفير فرصة رقمية امام الاسرة التونسية وإحداث وكالة وطنية للنهوض بالاستثمار الاقتصاد الرقمي وهو ما يساهم في تطور نسق المشاريع والإحاطة بالأقطاب التكنولوجية ومراكز العمل عن بعد والباعثين وإعادة استغلال الطيف الترددي لتطوير خدمات الاتصالات عبر موجات الراديو وبين التقرير ان تصدير الخدمات لم يتأثر بالأزمة العالمية المالية لأن هذه الخدمات تساهم في تقليص الكلفة على المؤسسات والرفع في إنتاجها