الكواكب, النجوم, المجرات, عناصر كونية تحمل في جوهرها أسرارا دفينة تدفع بالكثيرين الى البحث والتفكير رغبة منهم في الاطلاع على كنهها ومعرفة خباياها ولعل السياحة الفلكية التي تسعى البلاد التونسية لارسائها وجعلها رافدا أساسيا في القطاع السياحي تعد الاقدر على تحقيق هذه الرغبة ليتحول الحلم الى حقيقة. «السماء إرث مشترك ويحق للجميع التمتع بضوء النجوم من دون تلوث» ذلك ما أكده السيد عبد القادر الوسلاتي كاهية مدير الفضاءات العلمية بمدينة العلوم, مضيفا أن ايلاء تونس أهمية لهذا النوع من السياحة لهو دليل على رغبتها وسعيها المتواصل في تنويع مجالات السياحة في بلادنا لاستقطاب أكثر عدد ممكن من السياح الأجانب منهم والتونسيين تدعيما للاقتصاد ودفعا لعجلة الاستثمار. وأشار السيد عبد القادر بأن انبثاق فكرة ارساء السياحة الفلكية في بلادنا كان وليد رغبة وكالات الأسفار الذين قاموا ببعث عدة مطالب لمدينة العلوم لدعم هذا النوع من السياحة سيما وأن عددا كبيرا من الأجانب يأتون لبلادنا رغبة منهم في التمتع بمشاهدة السماء ونجومها وكواكبها في الجنوب التونسي. عنق الجمل من جهة أخرى ثمّن محدثنا مشاركة مدينة العلوم من 9 إلى 11 نوفمبر 2009 في ورشة العمل والملتقى الدولي للخبراء الذي انتظم بمنطقة «لابالما» بجزر الكاناري بإسبانيا والتي تمحورت حول موضوع :«الأرض والكون» وقد ارتكزت على 4 محاور هامة تمثلت أساسا في الحفاظ على ظلمة السماء, علم الفلك ارث عالمي, محميات لضوءالنجوم والاضاءة الذكية والتغيرات المناخية والتنمية المُستدامة». وقدمت مدينة العلوم خلالها ورقة عمل اهتمت بإبراز دورها في تنشيط السياحة الفلكية مستندة على تجربتها الناجحة خلال سنتي 2008 و2009 في تقديم عروض فلكية وتنشيط سهرات لرصد الكواكب في منطقة عنق الجمل بولاية توزر بالجنوب التونسي لفائدة السياح.ونوّهت هذه الوثيقة بدور السياحة الفلكية في تقريب الشعوب من بعضها البعض. وجدير بالذكر أن مدينة العلوم سبق لها المشاركة في الندوة الدولية «ضوء النجوم ارث إنساني مشترك» سنة 2007 بمداخلة حول تجربة تونس الناجحة في تنشيط علم الفلك استنادا إلى نشاط القبة الفلكية وفضاء الأرض في الكون وتنقلات الفلك السيار في الجهات. وتعد السياحة الفلكية مشروعا هاما ومتميزا لابد من ايلائه المكانة المُثلى لتصبح بلادنا قبلة متميزة ومنارة مشعة لهذا النوع من السياحة