كان لنا السبق عندما تحدثنا منذ 5 اشهر عن دراج تونسي أراد السفر الى جنوب افريقيا على متن دراجة عادية.. هذا الشاب المغامر يبلغ من العمر 27 سنة يعشق كرة القدم حتى النخاع ورغم ظروفه المادية الصعبة اذ ينحدر من اسرة فقيرة من ربوع «زرمدين» الا ان حبه للمغامرة وبالاخص لكرة القدم دفعه الى القيام بهذه التجربة التي قد يراها البعض ضربا من الجنون.. منتصر سافر في السابق الى مصر على متن دراجة وقد نوهت الصحافة المصرية بهذه التجربة والتي اعتبرها كثيرون مغامرة «الاعلان» اتصلت بعائلة منتصر فكان التحقيق التالي: تقول والدة منتصر زغوان الحاجة ام الخير «ابني منتصر هو اكبر اخوته يحب كثيرا كرة القدم ولان ظروفنا صعبة فهو يتردد على منزل جارتنا والتي منتحته المفاتيح بعد سفرها الى فرنسا ليتمكن من مشاهدة التلفزيون وتحديدا متابعة مقابلات الكرة... لقد سافر سابقا على متن دراجة عادية الى مصر لحضور نهائيات كاس افريقيا وتم الترحيب به واستقباله وخير العودة الى تونس على متن نفس الدراجة.. لقد عمل لشهور باحدى المصانع بالجهة وتحصل على 300 دينار وانفقها جلها من اجل شراء الدراجة ليتمكن من تحقيق حلمه... أخفى الحقيقة منذ بضعة اشهر كان يعد العدة للسفر الى جنوب افريقيا وقد اخفى عني الخبر لكي لا امنعه من السفر.. وسمعنا لاحقا انه سافر مع صديق له لكن في السودان اعترضتهم عديد العراقيل وتم منعهم من مواصلة الرحلة فخير صديقه العودة الى تونس ولكن منتصر قال له «سأكمل الرحلة مهما كانت العراقيل».. ومنذ ذلك التاريخ لم نسمع عنه اية اخبار حتى انه لم يتصل بنا ويبدو انه لم يحمل معه اية مدخرات مالية للرحلة لانه كان يتوقع ان تسانده بعض الجمعيات الرياضية لكن خاب امله وسمعنا انه في ليبيا تم استقباله جيدا وقدمت له بعض المساعدات ليكمل رحلته.. لكن ما يعذبني انه لم يتصل بنا خلافا لرحلته الاولى الى مصر حيث كان يهاتفني باستمرار ويطمئننا على احواله لكن الى الان ليس لدينا اي اخبار عن مصيره واين وصل...؟ لن يتراجع عن حلمه وتضيف والدته: «ذات يوم اتصل به منشط من اذاعة المنستير وقد ادلى بعديد التصريحات عن رحلته ولكن بعد ذلك لم نسمع عنه اية اخبار حتى ان هاتفه لا يرن وانا في حيرة.. فجميع اشقائه ينتظرون عودته سالما.. واتمنى ان ينهي رحلته بسلام ويعود كما فعل في السابق حيث غص المنزل بالوافدين والزائرين من كل حدب وصوب ممن أراد استقباله