حاولت الانتحار وبقيت 10 أيام في العناية المركزة.. تم إنقاذها بصعوبة لكن نفسيتها تدهورت وساءت أحوالها الى درجة أنها أصبحت تغني في الميترو والحافلة وفي الشارع.. فجأة تحولت من فتاة هادئة الى فتاة ثائرة دموعها تنهمر في اليوم الواحد عشرات المرات فؤادها يعتصر من فرط الحسرة والألم تلك هي عربية صالح الفتاة الجميلة والتي حلمت منذ طفولتها بالشهرة والأضواء حلمت بالغناء والوقوف أمام الجمهور لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، عربية تحطمت ومرضت وكادت تفقد حياتها والسبب ستار أكاديمي. قد تستغربون في البداية لكن للحكاية بداية وتطورات مأساوية روتها لنا بكل حسرة والدتها تقول «إبنتي عربية من مواليد 13 سبتمبر 1990 أي أن عمرها 19 سنة هي أكبر إخوتها حيث لديّ 6 أطفال ومنذ طفولتها وهي مغرمة بالغناء خاصة وأن والدها فنان شعبي ويغني في الأعراس وجدها كذلك وقد تكون ورثت موهبة الغناء.. كبرت وكبر الحلم وهي من أشد المولعين ببرنامج ستار أكاديمي تتابعه بشغف وهي مهووسة بالبرنامج تقول والدتها «كلما سألناها عن مهنة المستقبل تقول سوف أصبح مطربة سوف أنتشلكم من الفقر والخصاصة ولن أمارس أي مهنة بخلاف الغناء» كل من يستمع إليها يعرف الموهبة التي تمتلكها فقد كان غناؤها بلسما لجراحنا وصوتها عذب لكنه تحول الآن الى عذاب.. عندما كانت طفلة كانت عاجزة عن المشي وبعد علاج مكثف ورحلة طويلة المستشفيات والعمليات أصبحت فتاة عادية ولكنها منكمشة على نفسها وفجرت أحاسيسها في الغناء وتولدت لديها طاقة عجيبة. تتنهد الوالدة الملتاعة لتقول بصوت متقطع «ذات يوم غابت عن الدراسة لتشارك في كاستينغ ستار أكاديمي في 2007 ولم تعلمنا بالمشاركة خوفا من أن نمنعها من الذهاب.. وأمام ما تتمتع به من قدرات صوتية فقد تم قبولها وعندما أعلمتنا لم يصدقها والدها وإعتقد أنها تريد السفر الى لبنان وماطلها في تحضير جواز السفر والوثائق وإتصلت بنا إدارة البرنامج مؤكدين ضرورة حضورها في البرنامج وأنهم أعجبوا بصوتها لكن للأسف عندما حان وقت السفر فإن الوثائق لم تجهز وفاتها الموعد ومن هنا بدأت الأحداث المأساوية». محاولة إنتحار تضيف محدثتي «مرضت إبنتي وتدهورت نفسيتها وساءت أحوالها وثارت على والدها وإتهمته بحرمانها من تحقيق حلمها وأفقنا ذات يوم على وضع هو أقرب الى الكارثة فقد حاولت عربية الانتحار وتناولت ما عثرت عليه من دواء بالمنزل من مشروبات ومسكنات حتى دوائي لمعالجة الكبد.. ولولا ألطاف الله لفارقت الحياة.. بقيت 10 أيام بالعناية المركزة وكان همها الوحيد الرحيل عن الدنيا بعد أن خسرت فرصتها في تحقيق حلمها». فتاة أخرى ومنذ تلك الحادثة تحولت عربية الى فتاة أخرى حزينة، غابت عنها الابتسامة وحل محلها الألم والتشاؤم من كل شيء.. رفض مطلق للواقع صاحبه حزن عميق ونظرة هائمة وبما أنها لم تعد تحتمل البقاء في البيت فقد غادرت المنزل..! ومن هنا دخلت الأسرة في متاهة البحث عن مفقود إتصلوا بعديد البرامج كالمسامح كريم على أمل العثور على فلذة كبدهم فهم يعرفون أن نفسيتها هشة وخاطرها مكسور بعد أن دخلت في مرحلة من الصدمة واليأس.. بعد 24 يوم عثر عليها في جهة سوسة وتم إعادتها للبيت جسمها سليم ولم يمسسها أحد بسوء لكن نظرتها للعائلة تغيرت، تقول والدتها «كانت تغني في الشارع وفي الميترو تنظر الى الناس بتمعن.. سألناها لماذا غادرت ولماذا إتجهت الى سوسة فقالت «لم أعد أحتمل المنزل، أتذكر أن لديّ أصدقاء شاركوا معي من سوسة فذهبت للبحث عنهم وقد همت لأيام تارة أنام في المحطات وأخرى بين الاشجار.. لا أريد العودة الى المنزل ولا أريد تذكر ما حدث». تتالت الأحزان في بيت السيد لمجد وساءت أحوال عربية أكثر فأكثر عندما شاركت في الكاستينغ الثاني والثالث وتم رفضها فقد إرتبكت وضاع صوتها تم رفضها في 2009 فكانت الكارثة فقد إسودت الدنيا وعادت الأفكار السوداوية تراودها من جديد ومازاد الطين بلة أن خصاما جد ذات يوم بين والدة عربية وجارتها فتدخلت عربية لفض النزاع وفوجئت بجارتها تنهال عليها بعصا غليظة على رأسها وقالت لوالدتها «لقد تحطمت من جميع النواحي» أصبحت عاجزة عن النوم فتسرق دواء والدتها وهو عبارة عن مسكنات لتهدأ وتنام..» مأساة حاك القدر جميع تطوراتها وفصولها وكأن عربية تلك الفتاة التي حلمت ذات يوم بالشهرة وأطلقت على نفسها إسم «أميرة» كتب لها المعاناة الآن. إختفت عربية من جديد والى الآن لا يوجد أي خبر عنها.. مضى شهران على غيابها عن عائلتها، والدتها تتجرع المرارة ووالدها يكاد يموت في اليوم عشرات المرات، الأم مريضة منهكة تقول والعبارات تخنقها «لو كان لدي مال لساعدتها على تحقيق حلمها تمنيت لو يحتضنها شخص ويكتب لها أغنية ويمكنها من إيصال صوتها فهي مجنونة ومهووسة بالغناء لكن ما باليد حيلة أملي الوحيد أن تعود بيننا ونحتضنها من جديد ندائي لكل من يعثر عليها الاتصال بنا ونحن نعدها بأن نرعاها، ندائي الى الأطباء لمد يد المساعدة لعربية وعلاجها لأنها ستضيع هباء.. خوفي من أن يتم التغرير بها لأنها لازالت تركض وراء حلمها فقد أرادت أن تحقق ما تطمح إليه بعيدا عنا لكن الحياة صعبة ومليئة بالذئاب البشرية وخوفي أن يتم إستغلالها وأخشى أن تكون تعرضت لمكروه نداؤنا الى كل شخص يتعرف على عربية أن يتصل بوالدها على الرقم 97.426.715 أو بجريدة الاعلان وتعدها عائلتها بالمساعدة كما نأمل أن توفر لها من خلال الأطباء الأكفاء بتونس العلاج المناسب والرعاية