في ظل ما يتسّم به العالم اليوم من تطوّر هام للوسائل التكنولوجية الحديثة التي لا تعترف بحدود المكان والزمان أصبح من الضروري التفكير في حماية المعطيات الشخصية وإحترام الملكية الفكرية من القرصنة الإلكترونية والسرقات الفكرية وتهتم الدولة العربية الآن بالملكية الفكرية من خلال إرساء عدّة إجراءات وتدابير تيسّر وتضمن حماية حق المؤلف على غرار حماية برامج الحاسوب والمعاملات والمبادلات الإلكترونية. التجديد التكنولوجي وإحترام الملكية الفكرية التوجّه الى بلورة نظام حماية الملكية الفكرية في خضم التجديد التكنولوجي بإعتباره ركيزة أساسية من الناحية الإقتصادية ومختلف المجالات الاخرى والتطرّق الى سبل تعزيز إحترام الملكية الفكرية إنطلاقا من الجوانب العلمية والفكرية إضافة الى توصيات تساهم في التعريف بهذه السبل هي أبرز النقاط التي تمّ مناقشتها في الندوة الدولية التي نظمتها المنظمة العربية لتكنولوجيات الإتصال والمعلومات ووزارة تكنولوجيات الإتصال بالتعاون مع شركة ميكروسوفت هذا الاسبوع تحت شعار «التجديد التكنولوجي وإحترام الملكية الفكرية». التحسيس والخلق والإبداع إلتقينا بالسيد بلال الجمّوسي مدير الاتحاد العالمي للإتصالات للحديثة عن أهم الأليات التي يجب إتخاذها لحماية المعطيات الشخصية وعن الإتفاقية التي تمّ توقيعها بالمناسبة بين المنظمة العربية لتكنولوجيات المعلومات والاتصال وجمعية مقاييس معهد هندسة الكهرباء والإلكترونيات بالولايات المتحدة. تتمثل الإتفاقية في فتح قاعدة البينات للمقاييس في مجال تكنولوجيات الإتصال والمعلومات والكهرباء وبروتوكول الإتصالات والمحاسبة والطاقة النووية لأكثر من 40 إختصاص تقني يشمل 1000 مقياس ممّا يمكن من تبني هذه المعايير على المستوى الوطني والدول الاعضاء للمنظمة وترجمتها وإعادة صياغتها بهدف إستغلال هذه المعايير المبتكرة في مجال التجديد التكنولوجي ودفع إقتصاد الدول العربية. أمّا عن أهم الآليات التي يجب إتباعها يفيدنا الدكتور بلال الجموسي أن حماية الملكية الفكرية تصبح أهم بالنسبة للدول التي مرّت من طور الاستهلاك الى طور الانتاج والابتكار ويجب المحافظة على هذه الملكية من خلال براءة الاختراع إضافة الى تكثيف مراكز البحوث التي تتميّز بالخلق والابداع في هذا المجال فضلا عن تحسيس المبدع والاطراف الاخرى وخاصة منهم الشباب على غرار إدماج فكرة حماية الملكية الفكرية في التعليم لحثّ الشباب على الخلق والابداع والتصدّي الى عمليات القرصنة. القرصنة والسرقة الفكرية وإعتبر توفيق الجلاصي أستاذ جامعي بفرنسا وخبير دولي أن أهم المخاطر التي يمكن أن يواجهها المبدع هي تعرضه الى ما يعبّر عنه اليوم بالقرصنة عبر شبكة الانترنات وسرقة أفكاره لذلك فإن التواصل بين التجديد والملكية الفكرية ضروري وبالتالي يجب الإعتماد على المقاييس والمعايير الدولية في هذا المجال باعتبارها عن لغة موحدة سيساهم كل طرف فيها ويسعى الى إحترامها. وفي نفس السياق لاحظ أحد المتدخلين أن المجال التكنولوجي يلعب دورا هاما ويمثل ركيزة أساسية في كل المجالات الحيوية لكن التصدي الى القرصنة هو الأهم لحماية المعطيات الشخصية وهو ما تسعى تونس الى العمل عليه من خلال سنّ التشريعات وتجسيمها ودفع التعاون والشراكة بين القطاع العام والخاص علاوة علىالتوجيه. وأكد وزير تكنولوجيات الإتصال محمد الناصر عمار خلال إفتتاحه الندوة على أن يتلازم التجديد التكنولوجي مع مبدأ إحترام الملكية الفكرية للحديث عن الابداع أو التميّز أو الخلق. الى جانب الدور المحوري لتجديد التكنولوجي والملكية الفكرية في النهوض بقطاع تكنولوجيات المعلومات وحمايتها في ظلّ التحديات التي يطرحها إستعمال التقنيات الحديثة ومقاومة كافة أشكال القرصنة. وقد حضر عدد من الخبراء والمختصين في الندوة التي إلتأمت بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية (26 أفريل 2010