رغم أن الدراسات والتجارب الخاصة بالسخان الشمسي أكدت أنه يمكن إقتصاد ٪70 أو ٪80 من مصاريف تسخين المياه وبالتالي من الطاقة لكن الكثير من مستعملي هذه التقنية غير راض عن هذه الخدمة ولا عن نجاعتها هذه التشكّيات التي وصلتنا بخصوص السخان الشمسي دفعتنا الى الإستفسار عن حقيقة هذه التقنية ومدى نجاعتها على مستوى الإقتصاد في الطاقة وفي هذا الإطار إلتقينا السيد المنصف النجايمي مدير مشروع النهوض بإستعمال السخانات الشمسية الذي أفادنا في بداية حديثه أن هذا البرنامج إنطلق به العمل سنة2005 ومنذ ذلك الحين والدولة تدعم وتشجّع هذه التقنية ووفّرت لذلك منحا تراوحت بين200 و400 دينار وتسهيلات في الدفع عن طريق قروض ميسّرة يتمّ تسديدها على مدى خمس سنوات عبر فاتورة الكهرباء وهو ما دفع الى الإقبال المتزايد على إقتناء السخان الشمسي بمعدّل 80 ألف متر مربّع سنويا أي ما يعادل 25 ألف عائلة منخرطة في هذه المنظومة كل سنة ويشير مصدرنا في هذا السياق أنه من أهداف البرنامج بلوغ750 ألف متر مربّع في موفى سنة2014 في حين مكّن من بلوغ 400 ألف متر مربّع مركّزة الى حدود موفى سنة2009. المردوديّة الإقتصادية والطاقيّة ورغم هذه النتائج الإيجابية ورغم ارتفاع نسبة الإقبال على السخّان الشمسي قامت الوكالة الوطنية للتحكّم في الطاقة بدراسة لتقييم هذه التجربة بطريقة عملية عبر استبيان لحوالي2000 عائلة موزّعة على كامل تراب الجمهورية وقد قام بهذه الدراسة مكتب مختصّ في هذا المجال والذي أكد أن ٪86 من الذين تمّ استجوابهم راضون تمام الرضا عن هذه المنظومة كما أثبتت الدراسة أن ٪72 من الحرفاء المستعملين لغاز البترول المسيل (GPL) لتسخين الماء لم يبق منهم سوى ٪13 والبقية أدرجت السخان الشمسي في المنظومة السكنية ولهذه الأسباب انخفضت نسبة استهلاك الغاز المسيل الى ٪23 ومن هذا المنطلق أكدت الدراسة أن ٪87 من الحرفاء راضون عن النجاعة الطاقيّة التي يوفّرها السخان الشمسي وبهذا الشكل يشير محدثنا أن ٪13 فقط من الحرفاء غير راضين وغير مقتنعين بالمردودية الإقتصادية والطاقيّة لهذه التقنية وذلك لأن دراسة هذا المشروع منذ بدايتها أرادت أن تكون نسبة النجاعة الطاقيّة للسخّان الشمسي ٪80 وليس ٪100 لأنه في بعض مناطق الجنوب يكاد يكون الإشعاع الشمسي يوميّا وهو ما يجعل من السخان الشمسي يتحمّل أكثر من طاقته الشيء الذي يمكن أن يؤثر على سلامة التجهيزات الشمسية. ذكاء الإستعمال ويضيف السيد المنصف النجايمي أنه علاوة على ذلك يرجع عدم رضا بعض مستعملي هذه التقنية الى سعة السخّان المحدودة التي لا تتماشى مع عدد أفراد العائلة الى جانب عدم توفّر جهاز Sonde الذي يمكن أن يحوّل السخّان الشمسي الى سخّان كهربائي في حالة عدم توفّر الماء الساخن ويبقى العنصر الأهم هو كيفية استعمال السخّان وفي ذلك ذكاء حيث أن استعمال السخان في ساعات متأخّرة من الليل يمكن أن يفقد الماء درجات من الحرارة كما أن الإستعمال المتواتر للماء وبكميّات كبيرة يمكن أن يفقد الماء حرارته لكن ذلك لا يعني أن نقاطع السخّان الشمسي بل بالعكس يجب ترشيد الإستهلاك والتحكّم فيه خاصة اذا علمنا أن ألمانيا والسويد وغيرها من البلدان تستعمل الطاقة الشمسية رغم قلّة الإشعاعات الشمسية في تلك المناطق. تكوين ورسكلة مختصين لكن في اطار تحسين هذه المنظومة وتشجيعا على إستعمال السخانات الشمسية في القطاع السكني قامت الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة بوضع برنامج صيانة إجباري للسخانات الشمسية عبر إتفاقية مع المزوّدين والغرفة الوطنية النقابيّة للطاقات المتجدّدة سيتمّ تنفيذه خلال هذه السنة ويتمثل هذا البرنامج في إجبارية إمضاء عقد صيانة لمدة4 سنوات زيادة على السنة الأولى التي يغطيها الضمان وفي هذه الحالة يضمن الحريف سلامة وصلوحية السخّان لمدة5 سنوات وعن سعر هذه الخدمة أفادنا مصدرنا أنها ستكون في حدود50 دينارا سنويا يمكن تسديدها مباشرة إثر إمضاء العقد أو سنويا عند القيام بأشغال الصيانة لكن السخان الشمسي تدوم صلوحيته 20 سنة فهل يمكن أن تتواصل مدة الصيانة طيلة هذه المدّة؟ وفي هذه النقطة يشير محدثنا أن الحريف سيتعوّد بعد5 سنوات على هذه العملية مثلما يؤكد ذلك علم النفس وسيصبح من تلقاء نفسه يقوم بصيانة هذه المعدات ودائما حرصا على تحسين هذا البرنامج يضيف نفس المصدر أن الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة بصدد تكوين ورسكلة مختصين في تركيز السخانات الشمسية