إذا أقررنا بأن نسبة التأمين على الحياة في تونس لا تساوي سوى 10بالمائة من مجموع حجم التامين ككل وإدا قارنا هده النسبة بنظيراتها في البلدان المجاورة والبلدان المتقدمة حيث تبلغ في المغرب 33بالمائة وفي مصر 47 بالمائة وفي البلدان المتقدمة 80 بالمائة ليبلغ الحجم العالمي للتامين على الحياة أكثر من 50 بالمائة فإنه باستطاعتنا أن نقول أن التامين الإرادي على الحياة في تونس مازال ضعيفا وربما يعود ذلك إلى عدم وعي التونسي بمزايا التامين على الحياة وفوائده أو بعدم معرفته للجزئيات الدقيقة لهده العملية.ويحق لنا هنا أن نتساءل عن ماهية التامين على الحياة والفرق بينه وبين أنواع أخرى من التامين وعن إجباريته من عدمها وعن فوائد التامين على الحياة في تونس يختلف التامين على الحياة عن أنواع أخرى من التامين مثل التامين على السيارات والتامين على المنازل من الحريق أو السرقة فهذين النوعين يندرجان في إطار مايسمى باللغة الفرنسية ... Assurance non vie والتأمين على الحياة في تونس ليس إجباريا من الناحية القانونية وهو عملية اختيارية وربما يفسر دلك نسبة الإقبال الضعيفة عليه . لكن إذا استندنا إلى الصفة الإلزامية التي تتعامل بها البنوك مع الحرفاء المتحصلين منها على قروض فيما يتعلق بدفع معلوم التأمين على الحياة على تلك القروض فإنه بإمكاننا أن نقول أنها إجبارية .وحتى لا تتعرض البنوك إلى مشاكل مع حرفائها الحاصلين منها على قروض سواء كانت قروض مباشرة أو قروض لشراء مساكن بعد وفاتهم وحتى لا تظطر إلى بيع تلك المنازل لتحصل على بقية معلوم القرض أو المنزل فإنها أقرت إجبارية الحصول على معلوم التأمين مسبقا والذي تتولى شركة التأمين تسديده. بين صناديق الضمان والتأمين وإذا عتبرنا أن صناديق الضمان الإجتماعي تمارس التأمين على الحياة بحصول المتقاعد على جراية تأمين بعد بلوغه سن الستين وإذا اعتبرنا إجبارية الإنخراط في صناديق الضمان الإجتماعي فإننا نقر بإجبارية التامين على الحياة .ولاتعتبر صناديق الضمان الإجتماعي منافسة لشركات التأمين بل يعتبر دور شركات التأمين مكملا لدور صناديق الضمان الإجتماعي .و يمكن للراغبين في تحسين وضعيتهم الإجتماعية وتأمين مورد رزق أو تحسين جراياتهم بعد التقاعد أن ينخرطوا بإحدى شركات التأمين على الحياة التي تقوم بدراسة لوضعيتهم الإجتماعية والعائلية والمالية لتحديد قيمة التأمين الواجب دفعها.ويعتبر التأمين على الحياة في هده الحالة وسيلة للمحافظة على مستوى عيش معين في صورة نقص دخل الشخص بعد خروجه للتقاعد أو وفاة رب العائلة . التأمين الدي له صفة الإدخار بلغ حجم التأمين على الحياة في تونس في السنة الماضية 95230 مليار .ويمكن للتامين على الحياة أن يكون له صفة الإدخار وتكون الأقساط المدفوعة أقوى من تلك التي تدفع في التأمين على الوفاة وإذا كان حجم التأمين على الوفاة يبلغ 10 الاف دينار يمكن أن تدفع على أقساط لاتتجاوز 30 دينار فان أصحاب الدخل المرتفع هو محتاجون أكثر للتأمين على الحياة إذا إعتبرنا ان تغطيتهم من الصناديق الإجتماعية تكون أقل بكثير من دخلهم لذلك تكون الأقساط المدفوعة أقوى من تلك التي تدفع في التأمين على الوفاة بالنسبة للأشخاص العاديين.