رغم المساعي التي يقوم بها الصندوق الوطني للتأمين على المرض �CNAM� للتعريف بخدماته ونشاطاته والاجراءات التي ينبغي إتباعها سواء كان ذلك من خلال الملتقيات العلمية أوعن طريق الشبكة المعلوماتية �الانترنات� إلاّ أن رأي المواطن التونسي كشف لنا بعض المشاكل التي يعيشها في علاقته مع الصندوق الوطني للتأمين على المرض وعديد التساؤلات التي هو في إنتظار إجابات عنها. وفي هذا الاطار تنقلت الاعلان الى المقر الرئيسي �CNAM� للإستماع الى بعض المواطنين والتطرّق الى مشاكلهم ولإلقاء الضوء على تساؤلاتهم. بهذا الخصوص صرّح السيد حمدي عبد القادر موظف بأن ابنته تعاني من مرض القلب وأن حالتها الصحية تستوجب إجراء عملية في أقرب الآجال غير أن إتباعها لمنظومة استرجاع المصاريف يقف مانعا أمامها فالوضع المادي لا يسمح بإجراء عملية على كاهلها الخاص وهو ما دفعها الى المطالبة بتغيير المنظومة المتبعة والتوجّه الى المنظومة العمومية حتى يتسنى لها إجراء العملية في المستشفيات العمومية والحقيقة أن هذا الاشكال لا يقتصر على هذه الفتاة فحسب بل يشمل كذلك السيدة مريم بن شاب الله 31 سنة والتي تسعى هي الاخرى جاهدة لتغيير المنظومة التي قامت بإتباعها بعد أن اعترضتها عديد الإشكاليات في المستشفيات العمومية التي قامت بإتباعها مطالبة المعنيين بالأمر بتقديم توضيحات كافية حول هذا الاشكال. من جهة اخرى صرّحت السيدة زهرة التونسي بأنها تعاني من مرض مزمن وأنها تعودت زيارة الطبيب الذي يتابع حالتها منذ سنوات الاّ أن عدم تعاقد الطبيب المباشر لها مع الصندوق الوطني للتأمين على المرض مثّل أمامها عدّة عوائق ومشاكل نفسية تقول : �كيف لي أن أثق بطبيب آخر خاصة وأني أعاني من مرض مزمن والعامل النفسي هام جدّا بالنسبة لحالتي المرضية وهي تتساءل لماذا يرفض بعض الاطباء التعاقد مع CNAM؟ ويضيف السيد نور الدين موظف بوزارة بأن وضعية طبيب العائلة غير واضحة ونحن في حاجة الى مزيد الاستفسارات. ومن جهة اخرى تتساءل السيدة عائدة حتيرة البالغة من العمر 41 سنة عن حقيقة النسب التي قام الصندوق الوطني للتأمين على المرض بتحديدها بالنسبة لاسترجاع المصاريف. فقد قامت والدتها والتي تعاني من عدّة أمراض بإنفاق 800د الاّ أن الصندوق الوطني لم يقم الاّ بإرجاع 57.300 دينار فقط. أمّا السيدة فاطمة موظفة بالقطاع العمومي فهي تتساءل عن المبلغ المادي الذي يقع خصمه من المرتّب الشهري وعن المقاييس التي يقع على أساسها هذا الخصم. بعض المواطنين طرحوا أسئلة من نوع آخر فالسيدة جميلة موظفة تتساءل عن المدة المخصصة لاسترجاع المصاريف خاصة وأنها طالبت باسترجاع المصاريف الخاصة بالولادة. منذ 1 سبتمبر 2008 وهي لازالت تنتظر الى اليوم. هذا بالاضافة الى عديد التساؤلات حول الدواء ولماذا لا تقوم CNAM الاّ باسترجاع المصاريف علىالادوية الجنيسة؟ وما هو السنّ الاقصى للأبناء للتمتع بالتغطية الاجتماعية مع الوالدين؟ أمّا السيدة عزيزة موظفة تقول : �اثقلت كاهلنا كثرة الخصم من الراتب لا سيما وأني منخرطة مع شركة تأمين أخرى فالCNSS و CNAM وشركة التأمين مسائل تثير الحيرة فلماذا تعرض الCNAM على المواطن التونسي الانخراط داخل منظوماتها مادام هو منخرط مع شركة تأمين أخرى؟ ومن جهة ثانية تساءل السيد فيصل : كيف يمكن احتساب التعويضات إذا كان طبيبي المباشر لحالتي غير متعاقد مع CNAM وقمت بإجراء عملية داخل مصحة خاصة وتكون هذه الاخيرة متعاقدة مع CNAM. أمّا السيد حبيب الدريدي فيعتبر قلّة الموظفين في الصندوق الوطني للتأمين على المرض عائقا أمام حصول المواطن على المعلومة فلماذا لا يقع الرفع من عدد الموظفين خصوصا أولئك الذين يتولون الاجابة عن استفسارات المواطن. إذن كانت هذه عينة من تساؤلات وإستفسارات عدد من المواطنين مازالت تؤرقهم وسنعمل على إيجاد الاجابات الشافية والضافية عنها من قبل إدارة الصندوق التي عودتنا برحابةالصدر وتقبّل الرأي الآخر.