مع تغيير مقاييس الجمال اصبح الجسم البدين غير مرغوب فيه واصبح الفرد سواء كان ذكرا ام انثى يحلم بجسم نحيف جميل ورشيق وهو ما دفعه للجوء الى الحمية بإستعمال الادوية أو اجراء عمليات جراحية بهدف تخفيف الوزن وقد اصبحت السمنة كلمة متداولة كثيرا وتعتبر هاجس هذه الايام نتيجة انتشارها بين الكثيرين من الافراد حيث بلغت نسبة السمنة لدى النساء 30 بالمائة و17 بالمائة لدى الرجال كما انها اصبحت ظاهرة واضحة لدى الاطفال حيث سجلت 10 بالمائة ولهذا اتجهت الاعلان الى المختصين في التغذية لمعرفة أسباب انتشار السمنة في بلادنا وما ينجر عنها وقد علمنا ان السمنة نتيجة لعدة عوامل نجد منها الوراثية اي ان هناك جنات معينة تتحكم في نسبة التشحم وتكون اعراض هذا النوع من السمنة واضحة عند سن البلوغ او بعدها بقليل في عدد من افراد العائلة الواحدة. كما نجد عوامل هرمونية تكون السبب وراء الاصابة بالسمنة والتي تكون نتيجة اختلال هرموني في الغدد الصماء اضافة الى عامل الافراط في الاكل وانعدام الحركة وتناول الادوية التي تفتح شهية المريض . وفي هذا السياق اكد لنا الاستاذ عبد الحميد عبيد المختص في التغذية بالمعهد الوطني للتغذية ان السمنة هى تراكم شحوم في الجسم وهي نتيجة لطاقة زائدة على الجسم مضيفا ان لمعرفة السمنة يوجد مقاييس ومؤشرات والمتمثلة اساسا في قسمة الوزن على الطول وفي صورة وجود المعدل بين 20و25 كيلو غرام فان الجسم طبيعي خال من السمنة اما اذا وجد بين 25 و30 كيلو غرام فان هذه المرحلة تسمى بمرحلة ما قبل السمنة اي هناك ارتفاع قليل في الوزن وهي فترة انتقالية من الحالة العادية الى حالة السمنة وان وجد فوق 30 كيلو غرام فان هذه الحالة تعتبر حالة السمنة المفرطة . الاسباب المؤدية للسمنة ومن جهة اخرى اكد الدكتور عبد الحميد عبيد على ان السمنة هي نتيجة لقلة الحركة وعدم توازن في التغذية وخاصة تناول الاغذية المصنعة الغنية بالسكريات والدهنيات مثل الحليب الذى يحتوي على 3.5 بالمائة من الدهنيات والزبدة 8.5 بالمائة والاجبان التي تحوي بين 20 و45 بالمائة مما ينصح باستهلاك هذه المواد بكميات قليلة والابتعاد الكلى عن الاكلات السريعة ويؤكد على استهلاك الخضر التي تحتوي على 70 بالمائة من الماء مع اللجوء اكثر الى تناول الاغذية المتكونة اساسا من الحبوب . الادوية وعمليات جراحية الادوية، والعمليات الجراحية هي الحل الانسب لمن يعاني من مرض السمنة وذلك قصد قصد تخفيف الوزن الزائد الذي اصبح عبءا ثقيلا على المريض وقد اكد لنا الاستاذ عبد الحميد عبيد ان العمليات الجراحية اصبحت ناجعة لتخفيف الوزن و الاكثر اعتمادا خلال الفترة الاخيرة وتجرى أغلب عمليات شفط الدهون على مستوى الفخذ والبطن هذا بالاضافة الى الدور الذي تلعبه من الناحية النفسية وذلك نظرا لما ينتاب المريض من شعور بالراحة بعد اجرائها علما بان العملية لا يقع اجراؤها الا بعد قرار من فريق طبي متكون من طبيب نفساني وجراحي وخبير في التغذية وفي نفس الاطار اكد محدثنا انه يجب على المريض اتباع نظام غذائي من قبل اخصائي في التغذية بعد اجراء هذه العملية حتى لا يعود الى حالته السابقة . الرياضة وحدها غير كافية اكد الدكتور ان الرياضة تبقى من الطرق الانجع في تخفيف الوزن حيث لها دور فعال في الحصول على جسم خال من الامراض كما تقوم بحفظ العضلات وتحسين قدرة الجسم على استخدام السعرات الحرارية ولكن التمارين الرياضية وحدها غير كافية بل يجب التقيد بنظام غذائي وفي هذا الاطار وجه المختصون صيحة فزع من مخلفات الاسلوب الغذائي العصري الذي يتميز بكثرة الدهنيات والشحوم مما يؤدي الى حرمان الجسم من الحاجيات الاساسية لتقوية جهاز المناعة وقد نصح بالعودة الى الاسلوب الغذائي التقليدي هذا الى جانب تاكيده على ان الاشخاص الذين يعانون من السمنة هم الاكثر عرضة لبعض الامراض سيما منها امراض القلب والتجلط وانسداد في الشرايين وامراض المفاصل كمفاصل الساقين والفقرات وازدياد الالتهابات الجلدية والسرطان