شهدت أسعار الأسماك انخفاضا كبيرا فبعد الشطط والنسق المرتفع للأسعار لاحظنا انخفاضا بشكل لافت للإنتباه ولعلّ الأسعار الحالية والتي شملت مختلف أنواع الأسماك دفعنا للبحث حول أسباب هذا الإنخفاض، فهل أن فترة الراحة البيولوجية هي التي تقف وراء إنخفاض الأسعار أم أن النقص في انتاج الأسماك دفع بالمربين وأصحاب القطاع الى التزوّد بالسمك المربى وبيعه بأسعار أكثر من رمزية بداية جولتنا كانت مع السيدة شيراز الطرابلسي، تقول في هذا الصدد أن أسعار السمك تشهد إنخفاضا كبيرا لأن أغلب أنواع السمك من النوع المربى في السدود والأحواض وهذا النوع معروف بأسعاره البخسة وهو ما جعل التونسي يقبل على شراء مختلف الأنواع والتي باتت تتصدر مائدة التونسي خاصة خلال هذه الفترة بحكم توفرها في الأسواق ولهذا السبب يلجأ أغلب المواطنين وخاصة «الزوالي» الى إستهلاك السمك ويشاطرها الرأي حاتم (موظف) يقول في هذا الصدد «إن غياب السمك الطبيعي خاصة خلال هذه الفترة بحكم التقلبات الجوية والتي تمنع الصيادين من القيام بمهامهم جعل من أسعار هذه المنتوجات مناسبة.. أما السيدة عزيزة فتقول ان الأسعار معقولة جدا ولا يوجد فرق كبير بين سمك البحر والسمك المربي. الأسعار في استقرار اعتبر السيد الطاهر خملة (بائع سمك) ان الأسعار مناسبة بسبب توفر كميات كبيرة من السمك المربي، وحول الفرق بين النوعين يقول السيد لسعد (بائع) ان الفرق بين السمك الطبيعي والسمك المربي يتجلى خاصة في النكهة والمذاق ولهذا السبب أسعاره متدنية أما السيد منير (بائع) فقد اعتبر أن الفرق واضح بين السمك المربي والسمك الطبيعي ولا يمكن التفريق بينهما بالعين المجرّدة ويمكن التفطن الى الفرق عبر اللون والشكل، حيث يختلف لون السمك المربي عن لون السمك الطبيعي أما على مستوى الشكل فعادة ما يكون ذيل السمك المربي في شكل دائري أو مقوّس عكس السمك الطبيعي الذي يكون مشوّكا، كما أنه عادة ما تكون أسعار السمك المربي منخفضة ويسوق لنا محدثنا مثالا حول سعر الورقة المرباة والتي تصل الى 8 و9 دنانير في حين يصل ثمن الورقة الطبيعية الى 30 دينار.. أما السيد محمد الجلاصي فيقول ان السمك المربي أسعاره أكثر من رمزية أما الإختلاف فيكمن في الطعم الذي يختلف عن السمك العادي وحول تأثيرات استهلاك السمك المربي فيقول محدثنا ان السمك المربي لم يرتق الى مستوى السمك الطبيعي كما أنه في أغلب الأحيان يكون استهلاك هذا النوع عديم الجدوى بسبب تأثير الأغذية والمواد الكيمياوية التي يتناولها ويستهلكها السمك المربي داخل السدود والأحواض في حين اعتبر السيد بوبكر أن الأسعار في متناول الجميع من دينار الى 12 دينار مفسّرا انخفاض الأسعار بوفرة الإنتاج خلافا لذلك اعتبر السيد (الحبيب) أن نزول أسعار السمك الى هذا المستوى تعود الى وفرة انتاج السمك المربي مشيرا الى أن المواطن يميل دائما الى اقتناء الأسماك المرباة بحكم تدني أسعارها حيث بلغ سعر الكلغ الواحد من القاروص 5 دنانير أما الورقة فقد بلغ ثمنها 10 دنانير بالنسبة للكلغ الواحد ووصلت أسعار التريليا الى 2000 و2500 في حين بلغ سعر الكلامار الى 5000 والورقة ب9000 والسردينة 1000 مليم أما غلال البحر فقد تراوحت أسعارها بين 4000 و5000 مليم. تربية الأسماك حول إنتاجنا من السمك المربي إتصلنا ببعض المصادر الفلاحية لمدنا ببعض المعطيات حول تربية الأسماك وجديد هذا القطاع أفادتنا بأنه بلغ انتاج تربية الأحياء المائية خلال التسعة أشهر الأولى من سنة 2009 حوالي 2661 طن منها 1903 طن بالمياه البحرية و758 طن بالمياه العذبة كما أنه يتمّ حاليا جمع اليرقات واستزراعها بمياه السدود ويقع استعمال الشباك والخيشومية والمبطّن والقصبات المجهزة بالصنار للصيد بالسدود ومتّسعات المياه العذبة. لكن رغم الإستقرار الذي تشهده الأسعار ليس فقط علىمستوى الأسماك وإنما حتى الغلال والخضر فإن إقبال المواطن على هذه المنتوجات ضعيف رغم بخس أسعارها وهذا ما لمحناه خلال جولتنا في أسواق العاصمة وكأن المناسبات الفارطة أرهقت ميزانية التونسي