يشهد الجنوب التونسي ارتفاعا ملحوظا في الطلب على المياه بسبب تراجع مياه الأمطار، من جهة والتغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، من جهة أخرى ولهذا السبب لجأت الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه إلى تحلية المياه المالحة لتحسين نوعية المياه الموزعة وتعبئة الموارد المائية وتعزيزها. إذ تبلغ ملوحة المياه في هذه المنطقة درجة عالية، تفوق غرامين في اللتر الواحد لتصل إلى 7 غرامات . وتتمّ عمليات التحلية في أربع محطات وهي: قرقنة وقابس ومدنين وجربة، التي وصل حجم الاستهلاك بها 53 ألف م3 خلال أيام الذروة، في صائفة 2009 . ومن المنتظر إنشاء محطة لتحلية مياه البحر بجربة بتكلفة تفوق 60 مليون دينار. ومن المؤمل أن تدخل حيز الاستغلال في 2010، حيث ستبلغ طاقة إنتاجها اليومية 50 ألف م3 قابلة للتوسعة قصد الاستجابة إلى الحاجيات إلى غاية سنة 2025. وحتى يتسنى مجابهة الطلب المتزايد خلال الصائفة المقبلة، انعقدت جلسة عمل نهاية الأسبوع الماضي بولاية مدنين، أشرف عليها والي الجهة بحضور الرئيس المدير العام للشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه تم خلالها ضبط برنامج عمل الشركة للسنوات المقبلة والإجراءات العاجلة منها لمجابهة ارتفاع مستوى الاستهلاك. وتتمثل هذه الإجراءات العاجلة في استغلال آبار عميقة مغلقة وفتح آبار جديدة لاستغلالها مؤقتا بالتنسيق مع وزارة الفلاحة والموارد المائية وتعزيز دور الجمعيات المائية إلى جانب العمل على التحسيس بالاقتصاد في الماء ومراقبة تسربات المياه وتعهد وصيانة الشبكة. وتكونت للغرض لجنة متابعة تضم رؤساء أقاليم الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه والمصالح الفلاحية