قطاع الشباب.. قطاع مهم وحيوي، وله دور فاعل في الحياة، فهم النبض الحي لجسد المجتمع.. ترتقي الشعوب بمستوى الشباب العلمي والثقافي والريادي، لما سوف يقدمه للوطن من انجازات تجعل البلاد ترتقي الى مصاف الدول المتقدمة علمياً واجتماعياً واقتصاديا في هذا المجال كان لابد لنا من وقفة قصيرة ولكنها بنفس الوقت وقفة ذات معاني ودلالات لما لهذا القطاع الشبابي الاهمية الكبرى لدى الدولة التونسية، لقد اخذ قطاع الشباب في تونس كغيره من شرائح المجتمع التونسي العديدة من الاهتمام والرعاية من لدن الدولة من اجل الارتقاء بالشباب في سائر أوجه الحياة وفتح أوسع الآفاق وأرحبها امامه، وان النجاحات المتعددة في كافة مجالات الحياة العلمية والمعرفية والرياضية والثقافية، لهو دليل على العزم بارتقاء الشباب نحو مستويات متقدمة في الابداع والتألق. وقد دأبت الدولة التونسية على استثمار الكثير من مواردها في النهوض بأوضاع الشباب من الجنسين ومن مختلف الفئات وفي جميع المجالات فتعددت الاجراءات المتخذة من اجل اندماج أفضل للشباب في مسارات التنمية الوطنية والمساهمة فيها، كما يمثل الشباب اليوم في تونس ثروة بشرية ذات اهمية أساسية في المسار التنموي وقد وضعت إستراتيجية وطنية للسياسة الشبابية للفترة من 2014-2009 بإذن من رئيس الجمهورية لتشكيل إطار شامل ومتكامل لتنمية القطاع وتحديد جملة من القيم والمبادئ والاهداف تعمل كل الاطراف المتدخلة على احترامها والعمل على تكريسها فشهدت سنة 2008 تنظيم حوار شامل مع الشباب تحت شعار (( تونس اولا)) كما تم احداث منتدى وطني دائم مع الشباب يفسح المجال لحوار تشاركي مع الشباب ويعمل على مناقشة مواضيع ذات علاقة بقضايا الشباب ومشاغله ، كل هذا يجعل من فئة الشباب التونسي ذات صوت هام في المناسبات الكبرى وخاصة الانتخابات الرئاسية والتشريعية ، كما ان اقرار سنة 2010 سنة دولية للحوار مع الشباب لها الاثر الايجابي ودليل على اسهام الشباب في رسم ملامح المستقبل من خلال رؤية تونسية شبابية متفتحة على مواقعها بشكل علمي مدروس ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابي تبرز فئة الشباب كصوت هام في هذا الموعد السياسي الهام في حياة تونس، حيث يقدم هذه السنة اكثر من نصف مليون صوت انتخابي جديد بفضل التخفيض في سن الانتخابات من 20 إلى 18 سنة بمقتضى القانون الدستوري المصادق عليه في 28 جويلية 2008 الذي تضمن تنقيح الفصل 20 من الدستور وهو تنقيح تاريخي من شأنه مضاعفة مشاركة الشباب في الحياة السياسية، وان جميع ما تحقق للشباب لهو دليل على حرص الدولة التونسية على الاستفادة من هذه الفئة الشبابية والتي تمثل 30 % من مجموع الشعب