أتت الضجة المثارة حول الثروات التي يملكها محمد عبو والتي عدها البعض ضخمة، في الوقت الذي كا يسعى فيه الى تأسيس حزب جديد. حول هذه المسألة وحول قضايا أخرى من قبيل ما يجري في تونس بين الجيش والسلفيين الجهاديين اليوم وحول موقفه من هجرة ابنائنا الى القتال في سوريا التقت جقائق اون لاين محمد عبو فكان هذا الحوار. **اثر تصريحك بممتلكاتك انتقدك البعض بالرغم من تاكيدك بان مصدر جميع هذه الممتلكات ورثته عن والدك، هل من توضيحات لك حول الامر؟ في الواقع لاحظت عديد ردود الفعل حول اصراري على ضرورة الالتزام بمبدأ الشفافية واتهامي السلطة والمعارضة بعدم التصدي الى مظاهر الفساد بالرغم اني ارفض المزايدة على أي شخص كان، وحتى عندما توليت منصب وزير الاصلاح الاداري لم اسمح لنفسي باستغلال أي معلومات لتصفية حسابات حزبية مع اي كان. اليوم تغير الوضع وأصبحت في صفوف المعارضة واردت أن أذكر ببعض الاجراءات التي طالبت بها في السابق- أي عندما كنت في الحكومة-وللاسف لم اتمكن من تحقيقها ومن بينها التصريح بالممتلكات لاني اعتبره اجراءا من شانه ان يحسن صورة السياسي في تونس الجديدة ويحسن صورة بلادنا في الداخل و الخارج خاصة وان هذا الاجراء الذي اعتبره انجازا لن يكلف الشعب التونسي اموالا طائلة على عكس الانجازات الاخرى. اما بالنسبة للانتقادات فإذا كان هناك اطراف انزعجت مما قمت به فلينزعجوا، لكن دون اعتماد الأساليب الملتوية التي عهدناها زمن المخلوع. وأريد ان اشير الى أن المبلغ الذي قدرت به ممتلكاتي في التصريح في الحقيقة يناهز قيمة مبلغ أي مقر من مقرات الاحزاب السياسية المعروفة بعلاقاتها المشبوهة. وما استغربه اليوم أن تشن بعض صفحات المواقع الالكترونية المتحدثة باسم حركة النهضة ،حملة على شخص كان من اكبر المدافعين عنها في العهد البائد ورفض اقصائها وحرمانها من ممارسة حقها السياسي ودافع عن ابنائها بشراسة اكثر حتى مما قاموا به بعض قياداته سنوات الجمر دون ان ننسى بانه كان صديقا لاغلب القيادات داخل الحركة وهذا كفيل بان يصنف ما قاموا به اليوم كونه عمل لااخلاقي خاصة وانهم قاموا بنفس الحملات التي قام بها بن علي سابقا ونداء تونس وبعض المشرفين على صفحات رموز الفساد اليوم وهم غالبا من الذين يتقاضون مقابلا ماديا ازاء هذه الخدمات. وما اختم به في هذا الشان بانه كان على هؤلاء عدم الانصياع وراء حملات تشويه لشخص لانه تشبث بمبدا تكريس الشفافية حتى وان كانت غريبة عن ثقافتنا التي حان الوقت لتغييرها.. **على ذكر حركة النهضة كيف تقيمها كحركة إسلامية وكطرف في الحكومة؟ هي حركة منتخبة من فئة كبيرة من المجتمع التونسي ومطالبة اليوم بإصلاح أوضاع الدولة،صحيح أنها ارتكبت الكثير من الأخطاء لعجزها احيانا عن اتخاذ القرار في الوقت المناسب بتعلة عرقلتها من بعض الاطراف السياسية نكالة فيها وهذا فيه جزء من الصواب ولكني لا اعتبره مبررا لهذه الاخطاء. وفي الواقع اذا واصلت حركة النهضة ارتكاب هذه الاخطاء فستفقد مكانتها ولن تتحصل على نفس النتائج الانتخابية التي تحصلت عليها سابقا طبعا مع التاكيد على ان صندوق الاقتراع سيكون الفيصل بين جميع الاحزاب السياسية. وبالنسبة لي الاهم من ذلك هو ان نتمكن في المرحلة المقبلة من اجراء انتخابات شفافة. **هل خططت لانسحابك من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية خاصة وانك أسست مباشرة حزب التيار الديمقراطي؟ انسحابي من المؤتمر كان بسبب خلافات داخلية بين القيادات ،بالاضافة الى ايماني بضرورة البحث عن شيء جديد يفيد تونس وبعيد عن جميع محاولات الترقيع التي لن تنجح وهذا ما دفعني في الواقع الى بناء مشروع جديد مع اشخاص جدد وعلى أسس جديدة. وكانت إعادة البناء مع حزب التيار الديمقراطي بمبادئ واسس تقطع مع منطق المحسوبية واستغلال الحزب لتحقيق مصالح شخصية ضيقة وبعيد عن الافراد الذين لا يؤمنون بالديمقراطية وتعودوا خلق الفتن وما ستكشفه الايام المقبلة هو درجة تمكننا من اقناع الناس بحزبنا ومبادئه. ولكن في اعتقادي ان السبب المباشر وراء انسحابي من حزب المؤتمر هو مشكل التعديل الوزاري الذي اختلفت فيه مع بقية الاعضاء داخل الحزب هذا الى جانب رفض تنفيذ قرار المجلس الوطني في السابق والذي انتج جملة من الاستقالات انتهت باستقالة الأمين العام للحزب المتمثل في شخصي. **كيف ترى أداء الحكومة الجديدة مبدئيا؟ بالنسبة للحكومة الجديدة أرى انها نجحت على المستوى الامني اي من حيث اداء وزارة الداخلية ولكن من سوء حظها ظهور المسلحين المتواجدين بجبل الشعانبي الشيء الذي قد يعرقلها قليلا. وعن ذكر الجهاديين أريد ان اشير الى ان هؤلاء الجهاديين المزعومين لم يقاوموا ظلم بن علي واستبداده في السابق بالرغم من ان المواطن التونسي في ذلك الوقت لم يتمكن من العيش بحرية، حتى هم انفسهم مارس عليهم نظام بن علي التضييق وهدد باغتصاب نسائهم وبناتهم ومنعهن من ارتداء الحجاب و اغلق المساجد ومنعهم من اطلاق اللحي، الا انهم لم يرفعوا السلاح في وجهه. وحتى في قضية سليمان لم ييستهدفوا النظام وانما حاولوا استهداف سفارات دول اجنبية بتونس واليوم بعد الثورة و بعد أن رفع الحصار عن المساجد وعن التدين وسمح للجميع بممارسة قناعاته والتمتع بالحرية أصبحوا يكفرون النظام . وهذا ما يثير استغرابي ليس من العناصر المتواجدة بالجبال لأنهم لن يتغيروا إلا بالقوة، ولكن من الذين يتعاطفون معهم فهؤلاء يرفعون السلاح في وجه الدولة التونسية والأمن والجيش اللذان يقومان بواجبهم لفائدة حكومة شرعية. و ان كانت قضيتهم التفرقة بين التونسيين على اساس التدين فنحن نذكرهم أن هناك من هو متدين أكثر منهم وارفع منهم أخلاقيا ودينيا مع احترامي للسلفيين الجهاديين الملتزمين بقوانين البلاد والتي نحترم حرياتهم وسنظل ندافع عنهم دائما مع التاكيد على ان رفع السلاح في تونس خط احمر. **هل نفهم من كلامك ان لك موقفا معارضا من الشباب السلفي الجهادي الملتحق بسوريا لنصرة الشعب السوري؟ أولا أريد التذكير بموقفي من نظام بشار الأسد الذي اعتبره نظاما استبداديا يجب ان ينتهي خاصة واني أؤمن بوجود وحدة بين الشعوب العربية المتحررة من الاستبداد. اما بالنسبة لمشاركة بعض الشباب من جنسيات مختلفة بما فيهم التونسيين في الحرب ضد نظام بشار الاسد فهذا غير مخالف للقانون بل الغير قاوني هو قتل المدنيين والتفجيرات الإرهابية. و إذا اختار آي شخص الانضمام إلى الجيش الحر فله حرية الاختيار. وهذا ليس بدعة في الواقع ففي الحرب الاسبانية تطوع الشباب اليساري من مختلف دول اوروبا للقتال ضد "فرانكو " واعتبر ذلك عملا بطوليا. ولكن هذا لا يمنع إمكانية وجود خطر امني حقيقي في تونس مستقبلا خاصة اذا ما كثر عدد التونسيين المجاهدين في سوريا تحت راية جبهة النصرة والذين قد يحافظون على نفس شبكة العلاقات عند عودتهم الى ارض الوطن. كما اعتقد ان اي تونسي سيذهب إلى سوريا للانضمام إلى أطراف متطرفة إرهابية سيسيء للثورة السورية والاحسن له أن يبقى في بلاده .لابد أن نكون واضحين في تعاملنا مع القضية السورية .فأنا شخصيا أرى انه من الضروري سقوط نظام بشار بغض النظر عن التعلات ومنها مناصرته القضية الفلسطينية مع العلم انه لم يطلق رصاصة واحدة على الكيان الصهيوني ولكن الخطير ان يحل نظاما سلفيا رجعيا استبداديا بدل نظام بشار ليكون اشد منه. **نعود الى تونس وتحديدا إلى خطاب طارق الكحلاوي يوم 1 ماي عندما وصف المعارضة ب"الكمشة فروخ". ما موقفكم من ذلك؟ ما أتمناه هو أن تتخلى كل الأطراف السياسية عن العبارات الجارحة، التي من شانها ان توتر العلاقات واعتبر تصريحي هذا دعوة إلى كل شخص يستعمل هذا النوع من العبارات بمن فيهم السيد الباجي قائد السبسي، الذي يتعمد استعمال هذه الألفاظ في اكثر من مناسبة الا اننا لم نرى تنديدا موجها للباجي على غرار التنديد الذي وجه لطارق الكحلاوي .فاذا اتفقنا على قواعد يجب ان تشمل الجميع دون اي تمييز. **على ذكر الباجي قايد السبسي ما رأيك في ما صرح به عن نيته في الترشح للانتخابات؟ ذلك التصريح أعتبره مجرد تصريح فلكلوري لا أكثر و لا اقل لسبب بسيط وهو أن مشروع الدستور لا يسمح لمن يفوق سنه ال75 سنة بالترشح الان..