فصائل يسارية فوضوية دائما في الموعد، و وفاء لنهجها في "العنف الثوري"، تحضر في مناسبات كثيرة فيحل معها الخراب. لقد كان نجاح مؤتمر مناهضة العنف ممكنا فأصبح سرابا بسبب هذا اليسار الفوضوي الذي اعتدى على التونسي "عادل العلمي" واصفين اياه بالخضار والمسخ ووو… وكأني بهؤلاء البورجوازيين الجدد يحتقرون الخضار والنجار والحداد والسباك، مع طرد الرجل أمام عدسات المصورين في أجلى و أوضح مظاهر العنف المادي والمعنوي، و لا أعرف لماذا أصلا تسمح اللجنة المنظمة بحضور هؤلاء غير المسؤولين عن تصرفاتهم في مؤتمر "لمناهضة العنف" في حين تشارك جل الأحزاب بممثل وحيد عن كل حزب. أيضا لم يسلم "الصحفيون" من الاعتداء مع وصفهم "بالكلاب"، وتخيلوا معي لو صدرت هذه العبارة عن اسلامي لكانت الدنيا قد قامت والبيانات قد تهاطلت، ثم يتواصل العنف الثوري بمقاطعة كلمة ممثل رئاسة الجمهورية في إهانة واضحة لرمزية هذه المؤسسة، و عدم لياقة و احترام غير مسبوقين. الاقصاء عند هؤلاء بدأ قبل المؤتمر، فالذي يمارس العنف عندهم معلوم سلفا، بل يجب أن يلبسوه جبة العنف بأي طريقة، والشعارات التي رفعت في بهو قصر المؤتمرات كانت عنفا مفضوحا ومستفزا، ولا يمكن إلا أن يقود الى التخريب والفوضى وذلك ما كان. كما تحايل المنظمون فاعدوا البيان الختامي بشكل منفرد و مقصود لتحقيق غايتهم بالمخاتلة والحيلة. اليسار الفوضوي خرّب الحركة الطلابية فحولها الى شيع وقبائل متصارعة، و هذا اتحاد الطلبة اليوم برأسين، بل برؤوس متعددة، متناحرة، يشهد على تاريخهم التخريبي، كما خرّب الحركة النقابية، و حول النقابات الى عش للتآمر والاضرابات والاعتصامات وشل للحركة الاقتصادية في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد وخاصة بعد الثورة الى المزيد من العمل والانتاج. هذا اليسار الذي لوث تاريخه بالدماء "والعنف الثوري" يريد اليوم تسميم المشهد السياسي، والسير على نفس أسلوبه القديم في المناورة والتخريب، في غياب تام لأي بديل أو برامج تنموية أو اجتماعية. يا الهي كم لديهم من قدرات عجيبة على افساد كل عرس وتلويث كل مكان وتنغيص كل فرحة.. ألا نغص الله عيشتهم، وجعل كيدهم في نحرهم وأراحنا من سوء أدبهم. ______________________________________________ ** محمد الفوراتي رئيس تحرير جريد الفجر الناطقة باسم حركة النهضة ملاحظة التحرير: هذا الركن في موقع حقائق اون لاين ( قول مختلف.. رأي الآخرين) مفتوح لكل الآراء والتوجهات ولا يلزم الموقع في شيء.