كشفت وزارة الخارجية الأمريكية في تقرير منسقها الخاص لعمليات التحول في الشرق الأوسط ،عن تطور درجات التنسيق والتعاون العسكري و الأمني و العدلي بين تونس و الولاياتالمتحدةالأمريكية، و عن "استئناف التدريب في إطار برنامج المساعدة في مكافحة الإرهاب بعد انقطاعه لمدة سبع سنوات"،خلال حكم بن علي. و كان الجنرال كارتر هام قائد القوات الأميركية بإفريقيا "أفريكوم"، قد أكد خلال زيارته إلى تونس في مارس 2013 الماضي، "إرسال إطارات من وزارة الدفاع للتدرّب في الولايات المتّحدة . كذلك هناك فريق تقني أميركي مختص قادم إلى تونس لتكوين فريق مماثل له في إطار برنامج مكافحة الإرهاب". و أشار التقرير إلى أن "الأهداف الإستراتيجية لهذا البرنامج في تونس، تتمثل في تعزيز قدرات الأجهزة المعنية بإنفاذ القانون في مجال مكافحة الإرهاب على التحقيق في النشاط الإرهابي قبل وقوع حادث إرهابي وبعد وقوعه، كما يهدف البرنامج أيضا على تعزيز القدرة على إدارة الأحداث الخطيرة،فهذه المبادرة الإستراتيجية الإقليمية تقوم، عن طريق برنامج مكافحة الإرهاب، بتوفير المعدات وتسهيل شراء مركز قيادة متنقل، ومعمل جنائي متنقل لصالح الحرس الوطني التونسي". يشار إلى أن تونس تتلقى منذ فترة طويلة دعما من الولاياتالمتحدة في النواحي الأمنية و العسكرية ،فقد بلغ مجموع المساعدات العسكرية الأمريكيةلتونس منذ اندلاع الثورة ما يقرب من 32 مليون دولار وهو تقريبا ضعف المساعدة المقدمة مباشرة قبل الثورة،حيث تمثل المعدات العسكرية من أصل أميركي حوالي 70% من مخزون الجيش التونسي. و ختم التقرير بالإشارة إلى أن "الولاياتالمتحدة الأميركية سوف تقوم بتقديم المساعدات الفنية والمعدات والتدريب ذي الصلة للتونسيين العاملين في مجال تطبيق القانون في الخطوط الأمامية في المطارات الجوية والموانئ البحرية وعلى الحدود الأرضية، كما ستقدم الولاياتالمتحدة أيضا دعما في مجال تطوير و تعزيز أنظمة شاملة لرقابة التجارة الإستراتيجية تفي بالمعاير الدولية". و على صعيد اخر يرى مراقبون ، بأن" كل هذا السعي الأميركي لربط الصلات العسكرية والأمنية بالجانب التونسي و الدفع نحو قضية مكافحة الإرهاب هدفه تحويل مقر القيادة الإفريقية الأميركية من ألمانيا إلى إحدى دول شمال إفريقيا،مؤكدين بأن الفراغات الأمنية في القارة الإفريقية و الوطن العربي كانت دائما ما تتخذ ذريعة للتدخلات الأجنبية". يذكر أن تونس تسجل و منذ سنة 1994 حضورها في صفوف المستفيدين العشرين الأوائل من تمويل برنامج الولاياتالمتحدة للتعليم والتدريب العسكري الدولي ،حيث بلغت المرتبة العاشرة في إطار التمويل الإجمالي والمرتبة الأولى على الصعيد الإفريقي و قام أكثر من 4600 من العسكريين التونسيين بتلقي فرص تدريب في مؤسسات أميركية منذ الاستقلال سنة 1956، حيث قدمت منذ ذلك التاريخ أكثر من 890 مليون دولار من منح التمويل العسكري والمعدات العسكرية الزائدة إلى تونس،استنادا إلى بيانات نشرتها السفارة الأمريكيةبتونس. و تعد تونس من البلدان القلائل التي لديها طلاب في جميع الأكاديميات العسكرية للولايات المتحدة بالإضافة إلى أكاديمية حرس السواحل،كما بلغت الاتفاقات المبرمة بين برنامج الولاياتالمتحدة للمبيعات العسكرية الخارجية و تونس أكثر من 780 مليون دولار خلال الفترة الممتدة بين 1956 و 2010 في حين بلغ التمويل العسكري الخارجي أكثر من 647 مليون دولار.