بعد أكثر من 7 سنوات من الغياب تعود الفنانة التونسية صوفية صادق لتعتلي ركح مسرح قرطاج الأثري وتنجح في استقطاب جمهور دأب على الاستمتاع بصوتها منذ أكثر من عشرين سنة. تعددت التأويلات حول سبب غياب صوفية صادق عن المهرجانات الوطنية منذ سنة 2009، إلا أنها حسمت الأمر يوم أمس حين أكدت ان هذا الإختيار كان شخصيا "نظرا لظروفها العائلية والظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد"، وفق تعبيرها. قبل ساعة بداية عرض الفنانة "الغائبة" عن مسرح قرطاج منذ سنة 2009، كان السؤال الأبرز في المهرجان وفي الأوساط الإعلامية "هل سيعيد الجمهور الاعتبار للفنانة صوفية صادق".
"مصالحة" مع الجمهور عبر أبواب مسرح قرطاج حوالي الساعة العاشرة ليلا وقبيل انطلاق العرض بدا جليا أن الجمهور التونسي بصفة عامة وجمهور قرطاج بصفة خاصة لايزال وفيا للفنانة صوفية صادق فكان الحضور فائقا للتوقعات والتكهنات المسبقة، ليسجل حضور رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد ووزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين تأكيدا على أن للفنانة جمهورها من كافة الفئات في تونس. منذ اعتلائها المسرح لم تخف الفنانة صوفية صادق اشتياقها للركح الذي دأبت على صعوده قبل سنوات الثورة وأطلقت صيحات متتاليات "اشتقت لكم كثيرا". بدأت صوفية صادق حفلها بأغنية وطنية لتنطلق بعدها إلى أغنية "يا أمتي" وكان تفاعل الجمهور حاضرا عبر ترديده الاغاني التي غابت عن مسامع التونسيين منذ سنوات مابعد الثورة.
غياب لأغاني ماقبل الثورة تفاعل الجمهور المتعطش لطربيات الفنانة كان واضحا، فما لبثت أن انتقلت قبيل انتهاء الحفل إلى تأدية أغان متفرقة من أغاني أم كلثوم والتراث التونسي، رغم أن مسيرتها الفنية تعج بالأعمال الخاصة التي اشتهرت بها قبل الثورة. بدا التساؤل هنا حول تجنب الفنانة تأدية أغان قديمة اشتُهرت بها على غرار "بالأمن والامان" و "ياتونس"، لتجيب صوفية عن هذا التساؤل كونها لا تخجل من تقديم أغان لتونس، مشددة على أنها "ليست عيبا أو تهمة". أغان تحت طلب الجمهور يبدو أن الفنانة صوفية صادق "انصاعات" لدكتاتورية الجمهور الحاضر في المدارج لتؤدي الاغاني التي يطلبها منها فقدمت اغان متنوعة من بينها ""حرام عليك"، "تدلل"، "يهبل"، "راني حرت معاه"، "عامل في"، "برة عمل على روحك"، وغنت أيضا "تعا ننسى" لملحم بركات، و"بعيد عنك" لأم كلثوم، واهتزت المدارج مع الإيقاعات التونسية بآدائها لكوكتال تونسي يضم عددا من الأغاني من بينها "عشيري الأول"، "أمان أمان يا ألماني"، "خالي بدلني"، "يامة لعوينة الزرقاء"، خلال الندوة الصحفية اثر انتهاء الحفل أكدت صوفية أن غيابها عن المهرجانات الوطنية كان بإختيار منها بسبب ظروفها العائلية الخاصة وبسبب الوضع الذي تمر به البلاد، علاوة على عدم متابعة الاعلام التونسي لما تقدمه الفنانة من أغان جديد، وقالت بصريح العبارة" لم اكن نفسيا جاهزة حتى أؤدي حفلات في مهرجانات وطنية".