تحيي تونس اليوم الثلاثاء 20 مارس 2018، الذكرى 62 لاستقلالها عن المستعمر الفرنسي الذي انتصب بها بموجب معاهدة باردو في 12 ماي 1881، وأخضع الباي لما سمّي بالحماية الفرنسية، مستوليا بذلك على السيادة الوطنية بالكامل. وساعدت الظرفية العالمية بعد الحرب العالمية الثانية (1939-1945) الحزب الحرّ الدستوري الجديد على تدعيم موقفه حول مجموعة من النقاط أهمها حق الشعوب في تقرير مصيرها ضد فرنسا التي أصبحت قوة استعمارية ضعيفة متراجعة من الحرب شأنها شأن إنجلترا. ورغم أن فرنسا وعدت الحزب بالاستقلال سنة 1952 الا انها اخلفت الوعد، فكانت الثورة المسلحة التي جعلت فرنسا تلجأ إلى المفاوضات سنة 1955، متى أقرت حكومة منداس فرانس بالاستقلال الداخلي لتونس. وبعد سقوط حكومة منداس فرانس، واصل الزعيم الحبيب بورقيبة المفاوضات وطالب فرنسا بمراجعة الاتفاقيات في اتجاه الاستقلال التام، وتهيأت الظروف للمطالبة بالاعتراف باستقلال تونس. وسافر بورقيبة لهذا الغرض وقابل يوم 3 فيفري 1956 رئيس الحكومة غي مولي "Guy Mollet" الكاتب العام للحزب الاشتراكي الذي تولى رئاسة الحكومة الفرنسية يوم 31 جانفي 1956. وتم الاتفاق على إرسال وفد للتفاوض في المطالب التونسية فافتتحت المفاوضات يوم 29 فيفري وتعثرت طيلة 18 يوما من المماطلة الفرنسية، ليتم يوم 20 مارس 1956 التوقيع على الاتفاق الذي تعترف فرنسا بمقتضاه باستقلال تونس بما يقتضيه من "ممارسة تونس لمسؤولياتها في ميادين الشؤون الخارجية والأمن والدفاع وتشكيل جيش وطني تونسي"، ووقع التوقيع على اتفاق الاستقلال في 20 مارس 1956 بباريس. وقد كان استقلال تونس إنجازا تاريخيّا مكّنها من الشروع في بناء المؤسسات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والادارية والعسكرية والأمنيّة وكان للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة دور كبير فيها بمؤازرة رجال وطنيين وشعب متمسك باستقلاله وحريته.