تعرف ولاية القصرين على غرار مناطق أخرى داخلية هذه الصائفة تخوفات من انقطاع المياه كما حدث صائفة العام الماضي وذلك بسبب كثرة الاستهلاك وتآكل قنوات التوزيع. الامر الذي أفضى في وقت سابق إلى حدوث احتجاجات شعبية في هذه المناطق. و علمت حقائق أون لاين من مصادر في وزارة الصحة أن نسبة النيترات مرتفعة في أحد آبار مدينة حيدرة، بمعنى أن مياه هذا البئر ليست مطابقة للمواصفات التونسية، ولكن الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه لازالت تستعملها، و السؤال المطروح هنا، لماذا استكملت الشركة الأشغال على هذا البئر بعد أن اكتشفت عدم مطابقة مياهه للمواصفات التونسية المعمول بها؟ المراقب الصحي الأول بالمصلحة الجهوية لحفظ الصحة بالقصرين عبد المنعم حاجي اعتبر أن هذا القطاع يعاني من غياب صيانة المعدات و قنوات المياه والحنفيات العمومية، مضيفا أن انقطاع المياه لمدة طويلة في بعض المناطق يدفع بالمواطن إلى استعمال مياه من نقاط غير مهيأة للاستخدام البشري. و يؤكد زميله شوقي هرماسي، مراقب صحي أول، على ضرورة استبدال هذه القنوات، قائلا "يجب أن تكون المسافة بين قنوات الصرف الصحي وقنوات توزيع مياه الشرب مترا واحدا على الأقل" مفيدا أنه قد تم مؤخرا اكتشاف كون قنوات ماء الصرف الصحي وقنوات مياه الشرب محاذية لبعضها البعض، مما قد يسبب في اختلاط هذه المياه إذا وقع كسر أو تسرب بالقنوات،مشيرا إلى إمكانية أن يفتح المواطن في جهة القصرين الحنفية يوما ما فيجد ماء الصرف الصحي". كما نبه محمد الخامس غرسلي ، فني بمجمع الصحة العمومية بالقصرين، إلى أن أغلب العينات المأخوذة من النقاط العمومية كانت غير مطابقة للمواصفات التونسية للماء الصالح للشرب، مشيرا إلى أن المشكلة تكمن في انعدام المراقبة على الخزانات والنقاط العمومية من قبل السلطات المعنية، حسب قوله. و في تصريح لحقائق أون لاين نفى رئيس مصلحة الاستغلال بالشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بالقصرين، رؤوف فرج، أي تقاعس أو لامبالاة من طرف الشركة. و قال في هذا الصدد" لاحظنا، في معتمدية حيدرة، ارتفاع نسبة النيترات في أحد الآبار منذ عامين، فقمنا بحفر بئر جديد بمنطقة الطباقة من نفس المعتمدية، وسيكون هذا البئر جاهزا للإستخدام بعد ما يقارب الثمانية أشهر". أما عن تواصل معضلة انقطاع الماء ، فقد أكد فرج أن الشركة تبحث عن حل تمنع به سيناريو الصيف الماضي، ومن بين هذه الحلول، برمجة حفر بئرين عميقين لسنة 2013-2014 لتزويد مدينة القصرين بمياه الشرب. منطقة الدغرة هي الاخرى تعاني من مياه غير مطابقة للمواصفات التونسية، مياه تشوبها صفرة أدت إلى امتعاض المتساكنين مما اضطر بغضهم إلى إستعمال المياه المعدنية والبعض الاخر رضخ للأمر الواقع. فأين المصالح المختصة من كل هذا ؟