اعتبر الخبير في الشأن الاقتصادي رضا الشكندالي أن التعاون الجديد بين تونسوالصين الذي خلفته زيارة رئيس الحكومة، يدخل في اطار رؤية متكاملة للصين الى حدود سنة 2050 من أجل استرجاع نسب نمو مرتفعة عبر اكتساح أسواق جديدة في افريقيا واحياء "طريق الحرير". وشدد الشكندالي في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الخميس 6 سبتمبر 2018، على أن الصين تسعى الى ايجاد أسواق جديدة خاصة في افريقيا بهدف امتصاص الصادرات، مبرزا ضرورة أن تضع تونس استراتيجية متكاملة وواضحة للتعامل مع الصين حتى لا تكون هناك آثار سلبية على الاقتصاد الوطني.
وبين في الاطار نفسه أن عدم وضع استراتيجية قد يؤدي الى تنامي التجارة الموازية خاصة وأن أغلب السلع التي تروج في تونس متأتية من الصين، اضافة الى تفاقم العجز التجاري بصفة سريعة، وفق تعبيره.
واقترح الشكندالي أن تكون لتونس قوة تفاوض مع الشريك الصيني الجديد، معتبرا أن الاستراتيجية التي ستضعها الحكومة ستكون لصالح تونس اقتصاديا.
وعمّا اذا كانت الاتفاقات التي أمضتها الحكومة مع الجانب الصيني، ستثير مخاوف وقلق الشركاء التقليديين لتونس، أكد الخبير في الشأن الاقتصادي أن هذه الزيارة "سيزعج في المحل الأول الجانب الأوروبي ممثلا في دول فرنسا وألمانيا وايطاليا واسبانيا" بسبب تخوفهم من فقدان تنافسية صادرتهم في تونس مقابل السلع الصينية.
وتابع أن هذه الزيارة ستقلق أيضا الولاياتالمتحدةالأمريكية بحكم انخراط تونس في التوجهات الاقتصادية للصين التي تعتبر منافسا أولا لأمريكا، مبينا أن التخوف الأمريكي سيكون مرده كذلك الخفظ من حدة المنافسة الأمريكية داخل افريقيا.
وخلال الزيارة التي يؤديها رئيس الحكومة الى الصين، تلقت تونس أمس الاربعاء هبة بقيمة 110 مليون دينار ستخصص لمشاريع تنموية في الجهات الداخلية.
كما تم الاتفاق على تسريع فتح خط جوي مباشر بين تونس وبيكين قصد رفع مستوى المبادلات التجارية بين البلدين وكذلك دفع تدفق السياح الصينين نحو الوجهة التونسية، كما تم الاتفاق على فتح مجالات تعاون وأسواق جديدة موجهة للتصدير بين البلدين في اطار مبادرة الحزام والطريق بما يمكن من تقليص العجز التجاري لتونس مع الصين .