أخفق الترجي الرياضي مساء أمس في العودة بنتيجة ايجابية من تنقله إلى لواندا لمواجهة غرة أوت الأنغولي في ذهاب الدور نصف النهائي لدوري أبطال إفريقيا. نادي باب سويقة كان أفضل من منافسه الذي كان واضحا أنه غير قادر على رفع النسق في مواجهة الفرق القوية وحتى تأهله أمام مازيمبي الكونغولي كان أقرب إلى الصدفة منه إلى الاستحقاق باعتبار أن مواجهة ملعب لوبومباتشي التي اقتلع منها بطاقة التأهل عرفت إخفاق الفريق المحلي في تجسيم ركلتي جزاء فضلا عن كم رهيب من الفرص.
النتيجة منطقيا ليست سلبية باعتبار أن فارق هدف قابل للتعويض غير أن حسرة الترجيين تكمن في أن زملاء فرانك كوم كانوا قادرين على الأفضل بما أن الفرص التي أتيحت للأحمر والأصفر كانت عديدة كما أن الهدف الذي سجله الأنغوليين كان من خطأ في التغطية من كوليبالي ثم من رامي الجريدي الذي بحث عن الجمالية في التصدي فخسر رهانه وكلف الفريق هدفا كان يمكن أن لا يسجل.
وسط الميدان
يملك الترجي الرياضي ثلاثيا في وسط الميدان قد يكون الأقوى في إفريقيا على مستوى افتكاك الكرة فالكاميروني فرانك "ماكينة" لا تهدأ أما كوليبالي التائه منذ مدة فيبدو أنه استفاد من هدفه أمام النجم الساحلي في سوسة ليستعيد جانبا من حضوره وهو الذي قدم مردودا محترما يوم أمس.
من جانبه يمثل غيلان الشعلالي حلا تكتيكيا مهما لمدربه خالد بن يحيى فعلاوة عن نجاعته في افتكاك الكرة فإنه قادر على دعم الخط الأمامي بتوجيه اللعب والمعاضدة في الهجومات المعاكسة. مباراة يوم أمس أثبتت أن نقطة قوة الترجي الرياضي الحقيقية تكمن في هذا الثلاثي الذي يفترض أن يقع تثبيته مستقبلا بعد أن اتضحت فعاليته.
الخنيسي والبدري
رغم أن كأس العالم قد دخلت طيّ التاريخ إلا أن الثنائي طه ياسين الخنسي وأنيس البدري لا يزالان في روسيا أين فشلا معا في خوض مونديال يليق.
ولئن حرمت الإصابة الخنيسي من المشاركة في المونديال فإن البدري الذي كان نجم التحضيرات فشل بقوة في أن يؤكد مستواه عند انطلاق الرسميات.
فشل البدري وإصابة الخنيسي أثرا على حضورهما النفسي ورغم أن خالد بن يحيى قد منحهما الوقت الكافي لاستعادة بريقهما إلا أنهما لم يتمكنا بعد من رد الجميل لمدربهما.
الخنيسي الذي أنهى النسخة الماضية من دوري الأبطال كأفضل هداف لم يسجل بعد في النسخة الحالية وغابت إضافته رغم أنه نال فرصا عديدة كأساسي وهو ما يتطلب منه أن يعيد حساباته لاسيما في هذه المرحلة الحاسمة ذلك أن الفريق تفصله 270 دقيقة عن إحراز اللقب.
أما البدري الذي يحتل المركز الثاني في ترتيب هدافي دوري الأبطال فإنه لم يقدم مباراة واحدة مرجعية منذ نهاية المونديال لذلك فإن استفاقته تبقى ضرورية حتى لا يخسر مكانه لاسيما وأن الكثيرين باتوا يطالبون بتشريك الشاب بلال الماجري الذي يبقى أكثر فاعلية منه.
التأهل في المتناول
ما قدمه الفريق الأنغولي على أرضه يجعل من الترجي الرياضي في طريق مفتوح لضمان التأهل إلى الدور النهائي خصوصا في ظل محدودية خطه الأمامي.
حسابيا سجل الفريق الأنغولي 8 أهداف في آخر تسع مباريات في دوري أبطال إفريقيا جميعها سجلت على أرضه باستثناء هدفين فقط الأول سجله أمام النجم الساحلي في مباراة لم يمكن خلالها ليتوال معنيا بالنتيجة والثاني أمام مازيمبي الكونغولي في ربع النهائي.
الترجي سيكون على أرضه وأمام أنصاره ومالكا لكل أسلحته باعتبار أن الغياب الوحيد يتعلق بالمدافع خليل شمام الذي يبقى وزنه ثقيلا في التشكيلة لكن الخيارات متاحة لتعويضه. وعليه يمكن التأكيد أن الترجي قد بات قريبا من خوض النهائي السادس في آخر 20 سنة في انتظار التأكيد على ملعب رادس في مواجهة يوم 23 أكتوبر الجاري.