سحبت الجامعة التونسية لكرة القدم اسم الحكم سليم بلخواص من القائمة الدولية للموسم الجديد وهو ما دفعه إلى إعلان اعتزاله للتحكيم في شهر نوفمبر الماضي عن سن الثانية والأربعين أي قبل ثلاث سنوات من الاعتزال الدولي وست سنوات من "سن اليأس التحكيمي". بلخواص غضب من استبعاده عن القائمة الدولية التي حضر فيها باستمرار منذ 2012 دون استحقاق فقرر الاعتزال ملوحا بكشف المستور في وقت لاحق قبل أن يتوارى عن الأنظار ويعود من بوابة "الموفيولا" في الأحد الرياضي.
عودة بلخواص لم تفاجئ الكثيرين ففي السنوات الماضية كانت حصة الأحد الرياضي ترضية تقدمها الجامعة التونسية لكرة القدم للغاضبين من العائلة التحكيمية وذلك من أجل تحاليل تصاغ على المقاس لتخفّف من ضغط الشارع الرياضي على صافرة تونسية مشوهة ومشبوهة.
وبعد أن تمت ترضية مراد الدعمي في الموسم الماضي الذي دخل بيت الطاعة صاغرا جاء الدور على بلخواص الذي غضب من استبعاده عن القائمة الدولية فتمت مكافأته بالإشراف على فقرة تعد ركنا أساسيا في برنامج هو الأعرق في العالم العربي.
ولأن بلخواص كان حكما فاشلا بكافة المقاييس فإن تحاليله ستكون حتما من نفس الشاكلة ناهيك أنه يتجرأ دون حياء على الصور التلفزية ليقدم قراءات مخجلة هدفها دون شك حماية بعض الحكام وربما توريط بعض الآخر.
ودون التعمق في التفاصيل فسنتوقف عند بعض اللقطات التي أثارت الجدل في حصة ليلة أمس نتيجة قراءة مغلوطة من سليم بلخواص ومنها اثنتان في مباراة الترجي الرياضي والملعب التونسي وأخرى في مقابلة النادي البنزرتي والنادي الصفاقسي.
وقال بلخواص إن الحكم وليد الجريدي أصاب حينما أعلن عن مخالفة بعد تدخل الحارس علي الجمل على حمدي النقاز وهي قراءة خاطئة لأن النقاز تعمد السقوط بأن أصاب يمناه بيسراه لافتعال السقوط.
أما اللقطة الثانية فتتعلق بالمخالفة التي تسببت في اقصاء مدرب البقلاوة ناصيف البياوي وهي لقطة تعمد خلالها بلخواص بتر الصورة وتوقف عند نهاية العملية للإيحاء بأن احتجاج المدرب لم يكن له ما يبرره.
وهنا لو مرّر بلخواص اللقطة كاملة ما كان ليتجرأ على تقديم تحليل مماثل ففي انطلاق العملية كان واضحا أن النقاز قد ارتكب مخالفة الجذب من القميص على لاعب البقلاوة الذي اضطر إلى نفس الأمر بعد أن خسر أفضليته لكن مع اعلان الجريدي عن مخالفة ضده ثارت ثائرة البياوي وقد كان محقا فيما لم يستحق الورقة الحمراء أو مخالفة ضد لاعبه.
وفي بنزرت قال بلخواص إن الحكم أيمن النصري أخطأ في الإعلان عن تمويه ضد لاعب النادي البنزرتي نادر الجربي الذي تعرض للإقصاء بالبطاقة الصفراء الثانية.. وأثبتت الصور التلفزية أن النصري قد أصاب في قراره في حين أن "موفيولا" بلخواص كانت خاطئة فالجربي ترك الكرة على يسراه وقام بالبحث عن قدم مدافع السي اس اس حتى أنه ارتمى قبل الاحتكاك به.
بالمحصلة يبدو أن "موفيولا" الأحد الرياضي ستكون أحد مواطن الضعف في نسخة هذا الموسم التي تشهد للأمانة تحسنا نسبيا قياسا بالمواسم السابقة بيد أن فريق الإعداد ومقدم الحصة مطالبون بتحمل مسؤولياتهم بالتدقيق في اللقطات مع محلل "الموفيولا" حتى لا يتحول الحق إلى باطل.