مثّل وضع حقوق الإنسان في مصر محور مناظرة نظّمت أمس الاثنين 19 ماي 2014 بالعاصمة الأردنية عمّان وذلك في اطار سلسلة "المناظرات العربية الجديدة" التي أطلقها الاعلامي البريطاني تيم سيبستيان عام 2011. وقد استمع المشاركون في المناظرة إلى "حجج متحمّسة ركّزت على أن نظام العدالة وحرية التعبير تم تقويضه، منذ إقدام الجيش على إزاحة الرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي مطلع جويلية 2013." وفقا للبيان الذي نشرته ادارة "المناظرات العربية الجديدة". و قد جمعت المناظرة في نسختها الانجليزية، والتي أدارها سيبستيان نفسه، كلاّ من المحلل السياسي منار الرشواني، مدير قسم أفكار ومواقف في يومية الغد الأردنية المستقلة، وهاني الملقي، وزير خارجية أسبق وسفير الأردن السابق في مصر. حيث كان على المتناظرين أن يناقشا كلّ وفق وجهة نظره الشخصية موضوع المناظرة "مصر خيبة أمل لسائر العالم العربي". من جهته، حمّل منار الرشواني "جماعة الإخوان المسلمين والمعارضة العلمانية واليسارية المشرذمة مسؤولية انزلاق مصر مجدداً في قبضة "الحرس القديم" مما أجهض مطالبات الشعب بنيل الحرية والعدالة." في حين دافع هاني الملقي عن "إجراءات السلطة الانتقالية، معتبراً أنها "ضرورية لمعاقبة أولئك الذين ارتكبوا جرائم" ضد المدنيين وأفراد الجيش." وفقا للمصدر نفسه. وفي نهاية المناظرة، تمّت دعوة الحضور، وغالبيتهم من الشباب، الى التصويت على موقفهم من محور النقاش. وقد صوّت 73 % منهم بنعم لصالح فكرة المناظرة "مصر خيبة أمل لسائر العالم العربي"، مقارنة ب55 % فقط صوتوا لنفس الموقف قبل بداية المناظرة. من جهتهم، أكّد القائمون على "المناظرات العربية الجديدة" أنهم كانوا يودون عقد هذه المناظرة في مصر، لولا أن قرار حظر الإخوان يحول دون السماح لأعضاء التنظيم المذكور بالتعبير عن آرائهم في منبر عام، الأمر الذي كان سيؤثّر على حيادية المناظرة وتوازنها. ومن المنتظر أن يتمّ اليوم الثلاثاء تسجيل النسخة العربية بإدارة الإعلامية ديما حمدان، التي عملت سابقا كمراسلة في مقر البي بي سي (هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية) في لندن حيث سيتحدث دفاعا عن عنوان الحلقة بالعربية الناشط الإسلامي الدكتور نبيل الكوفحي، مسؤول الملف السياسي في المبادرة الأردنية للبناء والتقدم (زمزم)، وهي حركة إصلاحية خرجت من رحم جماعة الإخوان المسلمين. بينما يعبّر عن الرأي المخالف وزير الإعلام الأسبق والكاتب السياسي صالح القلاّب. وجاء في نصّ البيان الصحفي أن "المناظرات العربية الجديدة" ، والتي تحظى بتمويل من وزارتي الخارجية النرويجية والبريطانية، تمثّل منبرا لحفز المساءلة والمحاسبة في إطار الديمقراطية، حيث تواكب حملات واسعة للهدف ذاته في مدارس وجامعات عربية، ضمن مسعى تشجيع الشباب على المشاركة في تطوير الحياة السياسية عبر ندوات ونقاشات عامة. يذكر أن حلقات المناظرات تبثّ باللغتين العربية والانجليزية عبر شاشة تلفزيون دويتشه فيله Deutsche Welle إلى جانب شركائها في الإقليم والعالم، بما في ذلك قنوات "حنبعل" التونسية و "أون تي في On TV" المصرية و "رؤيا" الأردنية و"الوطن" الفلسطينية في رام الله.