قد يكون من السذاجة بمكان أن نقول بأن رئيس جامعة كرة القدم وديع الجريء قد ضرب بعصا من حديد لينهي مهام مختار التليلي ويوسف الزواوي صلب الإدارة الفنية فالوديع لا يملك الجرأة لذلك من ناحية فيما لا يخلو الأمر من لعبة مصالح بين مختلف الأطراف من ناحية أخرى.. وهنا لا يعقل أن نعزل نبيل معلول رابع "حلف الأربعة" الذي لم يكن ليقتلعه سوى زلزال بحجم ما خلفته مباراة الرأس الأخضر لدى الشارع الرياضي الذي اضطر غصبا للقبول بالحاج مدربا رغم أنه غير مرحب في أي بعد من الخارطة الكروية المحلية وهو الذي لم يترك أحدا لم يتخاصم معه.. التغييرات الحاصلة صلب الإدارة الفنية لا علاقة لها بتغير موازين القوى رغم كل ما قيل عن برود العلاقة بين يوسف الزواوي وجورج ليكنس ولكن غاية ما في الأمر أن الإدارة الفنية لم تكن سوى حلا مؤقتا من البطالة الكروية ومكسبا ماليا للعاطلين عن العمل وهنا لا يمكن أن نستحضر مكسبا واحدا غنمته الكرة في السنتين الفارطتين في وجود "المفلسين" كرويا المختار التليلي ويوسف الزواوي.. وهم القبضة الحديدية قلنا إنه من الغباء أن نظن بأن الوديع قد بحث بآخر معاقل الشجاعة في قلبه ليدفع بيوسف الزواوي المدير الفني المكلف بالمنتخبات خارج أسوار الجامعة والإدارة الفنية وهو الذي قسمها إلى جزءين من أجل أن يضمن له موطئ قدم.. الزواوي كلف منذ أيام بجمع كل المعطيات عن المنتخبات الشابة وتقدير مدى حاجيتها على مستوى الأطر الفنية وهو ما نشر على الموقع الرسمي للجامعة.. فكيف يمكن الحديث بعد أيام فقط عن استغناء الجامعة عنه وعدم الرغبة في تجديد عقده؟ الإجابة عن السؤال بسيطة فقد تلقى الزواوي عرضا خليجيا مغريا وصف بأنه بمثابة مكافأة الخدمة بالنسبة لديه وهو الذي بلغ منذ مواسم إلى سن اليأس الكروي دون أن ييأس.. الزواوي سينضم إلى فريق المحرق البحريني الذي نشر موقعه الرسمي على شبكة الانترنت اقترابه من تعزيز صفوف الفريق وهو التفسير الوحيد والصحيح لخروج الزواوي من الإدارة الفنية وليس كما ذهب البعض إلى أن الأمر جرأة من الوديع.. أما المختار التليلي فوضعيته أكثر وضوحا من الزواوي لأن مغادرته للجامعة تأتي في سياق استكمال العقد الثلاثي بين الجامعة والإعلام والمنتخب حيث التقى "السحار" بنبيل معلول ونادر داود في الجيش القطري.. داود الذي كان كثير الثناء على معلول سواء في مسيرته مع الترجي الرياضي أو حتى مع المنتخب كافأه "الحاج" بكرسي المساعد في الجيش فيما كان استبسال التليلي في الدفاع عن "حبيبه" وسيلة مكنته من منصب المستشار الفني وهكذا تكون الصورة واضحة للغاية إلا لمن لديه زوايا نظر أخرى.. ليكنس يستغل الوضعية يملك جورج ليكنس وكيل أعمال خبير بواقع الكرة في تونس وأيضا بالأسماء التي بقيت في الإدارة الفنية.. قيمة الوكيل تبرز في نصيحته للبلجيكي حيث علمنا أن الوكيل المذكور أوعز إلى موكله ليطلب من رئيس الجامعة التمتع بصلاحيات واسعة تبدأ من المنتخب الأواسط لتمتد إلى منتخبي الأواسط والأولمبي مرورا بالإدارة الفنية.. الفني البلجيكي عرف من أين تؤكل الكتف فعمد إلى الاحتفاظ بحاتم الميساوي رغم أنه مساعد نزار خنفير دون أن يقع تعويضه وفي المقابل فقد طلب أن يظل خنفير على ذمته متى احتاج إليه وهو ما يعكس بصفة أو بأخرى أنه "رئيسه" بخلاف ما يحاول خنفير أن يظهره.. ليكنس سيكون بمثابة المدير العام للمنتخبات الوطنية حيث يخضع الجميع إلى سلطاته كما ستكون له أدوار إدارية تتماشى ووقته الشاغر ولو أن هناك من يؤكد أنه يميل إلى العمل الإداري وله مجموعة من الأفكار التي يسعى إلى تمريرها وعليه فإنه سيواصل مهامه المزدوجة بين تدريب المنتخب الأول والإشراف على الإدارة الفنية.. في المحصلة يمكن التأكيد أن الإدارة الفنية والمنتخبات في طريقها إلى تأخذ شكلا جديدا قد تتضح معالمه في قادم الأيام لكن ما هو مؤكد اليوم هو أن الفني البلجيكي عمل بالمثل الشعبي القائل "لقاها فارغة فأقام فيها الأذان"..