كشفت العملية الارهابية الأخيرة التي جدّت في الشعانبي بالقصرين حساسية ودقة الوضع الأمني في البلاد لاسيما في ظلّ اقتراب الموعد الانتخابي الذي تعوّل عليه القوى الوطنية والديمقراطية بمختلف مشاربها الفكرية والسياسية للخروج بالبلاد إلى برّ الأمان عبر تركيز المؤسسات الدستورية الدائمة والمنتخبة بواسطة اقتراع نزيه وشفّاف يضمن حقّ جميع الفرقاء في المنافسة بجديّة على المواقع التنفيذية في السلطة القادمة. وقد طرحت هذه التحديات والاستحقاقات تساؤلات عديدة حول الدور الذي يجب أن تلعبه المؤسسة العسكرية التي تمثل النواة الصلبة الحامية لقيم الدولة ومبادئها وللارادة الشعبية الرامية لحماية ما تبقى من المسار الانتقالي في ظلّ تعاظم التهديدات الارهابية. وهو ما حدى بالبعض لطرح فكرة الاستنجاد بالقوات الاحتياطية في الجيش فيما تبقى من أشهر تفصلنا عن موعد تحكيم الشعب للقوى المتصارعة على الحكم وفق المنظور الديمقراطي. فما مدى وجاهة هذا الطرح؟ أكّد العميد المتقاعد من الجيش الوطني مختار بن نصر لحقائق أون لاين أنّ المؤسسة العسكرية هي الطرف الوحيد الذي بمقدروه تحديد حاجياتها من خلال القيام بدراسة استشرافية وموضوعية في علاقة بما تستوجبه عملية حماية مراقبة الحدود والمرافق الحساسة من طاقات بشرية وموراد لوجستية معتبرا أنّ مسالة دعوة جنود الاحتياط تبقى فكرة قابلة للنظر. وبيّن أنّ وزارة الدفاع قادرة في حال ما ارتأت ضرورة لذلك أن تقوم بدعوة جنود الاحتياط ببلاغ رسمي موضحا أنّ هذا الطرح يظّل دائما في حاجة إلى تمعّن وتدقيق باعتبار أنّه يتطلب ميزانية تستجيب لحاجيات هؤلاء. وذكّر بأنّه في السنة الواحدة يتمّ اجراء 4 دورات تدريب داخل المؤسسة العسكرية للجنود الجدد معتبرا أنّه في صورة ما تمّ الاقرار بضرورة دعوة الجنود الاحتياطيين فإنّه بالامكان الابقاء على البعض من خلال عدم تسريحهم وفقا لشروط وضوابط معينة. كما بيّن أنّ الانتقادات التي وجهت للجيش الوطني بعد اكتشاف استشهاد جنود متطوعين في الشعانبي ليست في محلّها باعتبار أنّ الجندي المتطوع هي رتبة في السلك يتمّ الوصول اليها بعد انهاء عام من التدريبات ومن خلال التعبير عن الرغبة في مواصلة العمل صلب المؤسسة قصد الالتحاق بها كباقي العسكريين. فضلا عن كونها تتم بعد عملية فرز وانتقاء على قاعدة الكفاءة والجدراة والانضباط والتدقيق في السيرة تجنبا لايّة اختراقات ممكن قد تحصل تسبق بتقديم طلب إلى وزير الدفاع الوطني مفاده التعبير عن الرغبة في الالتحاق بالجيش كجندي متطوع قبل التمكن من الحصول على رتبة الجندي المتوظف بصفة رسمية.