نشر الباحث الجامعي في الحضارة الاسلامية سامي براهم يقول على جدار صفحته الفايسبوكية: "نعم الدّستور قال كلمته من خلال من صوّتوا عليه بعد جدل ونقاش وتوافقات شارك فيها الجميع وقد كان من وصفتهم بالهوويّين أكبر كتلة من المصادقين، والعودة إلى جدل ما قبل الدستور لتوظيفه انتخابويّيا هو ضرب من مغالطة الرّأي العام، طبعا أقدّر تخوفات من يخشى الارتداد عن ما قرّره الدّستور خاصّة في تأويل القوانين والسياسات العامَّة وهذا التخوّف يشمل الجميع لا طرفا بعينه لذلك من حقّ كل طرف أن يختار من يراه ضامنا وحاميا للدّستور وأمينا على تطبيقه ولا مصادرة على حقّ أيّ مواطن في اختيار من يراهم أهلا لذلك.. وهذا كذلك تحقّق بفضل من اعتبرتهم هوويين الذين ألغوا قانون الإقصاء وفتحوا بذلك المجال للجميع، من كانت أولويّاته هوويّة جعل من الحداثة هويّة تماميّة وقائمة من الجوازات والممنوعات، بنى خياراته الانتخابية على مناهضة الهويات المقابلة وكلّ الهويّات المغلقة قاتلة، ومن كانت أولويّاته الحريّة واعتبر الجدل الهووي مجاله الحوار المعرفي والجدل الثقافي انتصر للحريّة في وجه مستبدّيه القدامى وجلاديه ومن ثار عليهم الشّعب وأطردهم من دائرة الحكم، أولوياتي الحريّة لا الهويّات الايديولوجيّة والثقافويّة، ترسيخ الحرية أركان الحريّة أكبر ضمان لتذويبها الهويٍّات المغلقة والملغومة يميناً ويسارا داخل المنظومة القيميّة والحقوقيّة والسياسيّة للدّستور، ولا أرى رموز النّظام القديم ضمانا للحريّة والدّيمقراطيّة، أعطتهم الثّورة السلميّة فرصا نادرة لتقديم نقدهم الذّاتي والاعتذار للشّعب عن جرائمهم بحقّه ولكنّهم قدّموا كلّ الدّلائل على أنهم لا يزالون حزبا أبعد ما يكون عن الدّيمقراطيّة والقيم السياسيّة والمدنيّة الحديثة، وما استعادة نفس الخطّة القديمة "فزاعة الإخوان" للعودة للحكم إلا دليل على الرّغبة من جديد في مغالطة الشّعب وخداعه، لكنّ شعبنا لن تنطلي عليه من جديد هذه الفخاخ، ولعبة القطّ الأسود صائد الفئران، نعم هو مخاض لكلّ الشعب التّونسي بكلّ مكوناته نخبا وأحزابا ومجتمعا مدنيّا ونحن مطمئنون إلى أنّ المولود لن يكون مشوّها رغم تشوّهات الواقع الذي خلفته سياسات الفساد والاستبداد الذي تريد بعض النخب الحداثويّة المغامرة إعادة إنتاج شروطه بإعادة سلطة القرار السياسي وقيادة الدولة والمشروع الوطني من جديد لصانعي هذه السياسات التي أخرت نهضة الشعب التّونسي وكرامة العيش فيه، سيّدتي أنا مكلّف بمهام لدى شعبي الذي أنفق عليّ من عرقه لتحصيل المعرفة وآليت على نفسي أن لا أخون عرقه وأن أكون وفيّا لما حصّلته من معارف منهجيّة، سيدتي أنا مندوب جرح لا يساوم في الحريّة والعقلانيّة مهما كانت الاكراهات والتحدّيات". ويبدو أن هذا الإصدار قد استفزّ الباحثة الجامعية وناشطة المجتمع المدني رجاء بن سلامة التي سارع بالتعليق عليه بالقول: "النّهضة في مخاض؟ وهل يمكن لنا أن ننتظر مخاضا دام قرنين؟ النهضة في مخاض. نطبّق الشّريعة أم لا. المرأة مساوية للرّجل أم لا. شهادتها نصف شهادة الرّجل أم لا. ميراثها نصف ميراث الرّجل أم لا. يحقّ للإنسان أن يشرب ويأكل ويلبس ما يريد أم لا. يحقّ للإنسان الذي ولد مسلما أن لا يكون مؤمنا أم لا، نتبع الحبيب اللّوز أم محرزيّة؟ نساند الإرهاب أم؟ الإرهاب جهاد أم عنف؟... هذا المخاض الذي دام قرنين تعبنا منه. قال فيه الدستور كلمته. الآن نريد أن نمضي إلى الأمام. ولسنا واثقين من المولود الذي ستلده النهضة، مشكورة. ولكن تعبنا من الإسلام السياسيّ. من إخوان مصر سنة 1928 إلى داعش اليوم. لهذا السّبب، أفضّل منح ثقتي لحزب لن أناقش معه هذه القضايا العتيقة، بل ساناقش معه قضايا التنمية والديمقراطية وآليّات الحدّ من الفساد، وآليات الحدّ من المحسوبيّة. أعارض حركة النهضة لأنها حزب هوويّ يرجعنا إلى الخلف بمراحل كثيرة لا تحتملها أعمارنا القصيرة. أفضل نداء تونس، لأنه يتيح لنا معارضته باعتباره حزبا حديثا، وبإشكاليات حديثة. أدبيّات الغنوشيّ خارقة للعادة؟ هههه قرأتها من ألفها إلى يائها. إنّها خارقة للعادة بالنسبة إلى من ولد في دولة الطّالبان أو في السّودان في عهد الترابيّ أو في بلاد الرافدين في عهد داعش. لا تستبلهونا أيّها المكلّفون بمهمّة "فكريّة" لدى النّهضة".