عبر القيادي في حركة «نداء تونس» عبد المجيد الصحراوي في تصريح ل«التونسية» عن استيائه الشديد مما يحدث داخل الحركة بسبب ما أسماه زحف مناضلي الدقيقة 90 على المواقع القيادية والقائمات التشريعية على حساب المناضلين الحقيقيين . وقال الصحراوي إنّ قوّة «نداء تونس» تكمن في تعدد الروافد التي مكنت منذ تأسيس الحزب من حشد رصيد شعبي كبير ل«النداء» كان بالإمكان أن يضمن له فوزا مريحا في الانتخابات التشريعية لو لم يتم اختراق الحزب وتغليب منطق الولاءات وتهميش بعض الروافد ولا سيما منها النقابية واليسارية لصالح شق من التجمعيين ومناصريهم . وأشار الصحراوي إلى أنّه كان للنقابيين دور كبير صحبة الدساترة في بناء الدولة العصرية في كل الفترات التي مرت بها البلاد وأنّه لا يمكن لأي حزب ديمقراطي تقدمي أن ينكر دور النقابيين في التأطير ودعم الحزب . في السياق ذاته قال عبد المجيد الصحراوي إن دخول «الوجوه التجمعية المشبوهة» ورجال الأعمال بعد اجتماع صفاقس الشهير أحدث انحرافا في الحزب وفتح الباب لهذه العناصر للاستيلاء عليه بالتواطئ مع الشق «المتزلف» فيه على حدّ تعبيره . وحول الارتباك الحاصل في بعض الجهات بسبب القائمات التشريعية وموجة الاستقالات التي شهدتها بعض المكاتب المحلية ل«نداء تونس» على غرار قصر هلال والكاف قال الصحراوي إنّ ردة الفعل كانت مرتقبة وطبيعية باعتبار أن المناضلين الحقيقيين أصبحوا يحسون بالضيم والظلم بعد تزكية وجوه إما لم تكن متواجدة أصلا في الحزب أو حلت مؤخرا في قطار آخر الليل على حدّ تعبيره ... في السياق ذاته أكد الصحراوي أن تكوين القائمات أصبح نوعا من تصفية الحسابات داخل الحزب وعزلا للروافد الأساسية وخاصة الشق النقابي والمستقلين الذين كان لهم الدور الكبير في دعم الحزب في الأوقات الصعبة وعارضوا قانون العزل السياسي وتصدوا لمشروع الأحزاب الرجعية . الصحراوي الذي أكد خيبة أمله في حزبه قائلا «رضينا بالهم والهم مارضاش بينا» وأضاف أنّ مناضلي «نداء تونس» يريدونه حزبا شعبيا ذا بعد اجتماعي يجمع كل التونسيين لا حزبا بورجوازيا يعاقب فيه القياديون بسبب مواقفهم المبدئية داعيا الهيئة التسييرية إلى الأخذ بزمام الأمور قبل فوات الأوان خاصة أن خصوم «نداء تونس» يتربصون به للانقضاض عليه ثم الانقضاض على الحكم حسب تعبيره . كما دعا الصحراوي الهيئة التسييرية إلى الإنعقاد في الساعات القليلة القادمة لتدارك الأمر في الجهات التي شهدت احتجاجات لوقف نزيف الاستقالات مشيرا إلى أن الصادقين من مناضلي الحزب حتى وان اختلفوا لن ينسحبوا محافظة على الحركة لا ككيان سياسي بل كمشروع مجتمعي يجمع كل التونسيين وهو الهدف الذي بعث من أجله الحزب .