يمكن التأكيد أن المدرب نزار خنفير هو أحد أكثر الأسماء إثارة للجدل في الإدارة الفنية الوطنية ليس بحجم منجزاته أو نجاحاته التدريبية ولكن بسبب ما يسميه الكثيرون "سلبيته المفرطة" في التعامل مع الوضعيات التي تضعه محل اختبار.. بعضهم قال إن خنفير رمز ل"الانهزامية" وآخر قال إنه مثال ل"الخُنوع" ومجموعة أخرى وصفته ب"رجل الوديع" الذي لا يجيد إلا دور المطيع وبالتالي فهو يستحق عن جدارة أن يكون الثاني في حضرة الرجال الأوائل.. لبعض ذلك أو لكله ربما.. تجده في كل مرة مضطرا للقبول بقرارات قد تحمل في طياتها إهانة لمسيرته كمدرب عمل له خبرته وتجاربه بين عدة محطات.. ما جرنا إلى هذه الديباجة هو التغيير الحاصل على رأس المنتخب الأولمبي حيث تم تعيين ماهر الكنزاري مدربا أولا مع تحويل نزار خنفير إلى مساعد بعد أن كان القائد الأول للسفينة طيلة الفترة الماضية.. تغيير كان ينتظر البعض أن يقود خنفير للرحيل غير أن الرجل واصل العمل وكأن شيئا لم يكن حتى أن العنوان الذي صدر في الموقع الرسمي للجامعة حول قائمة المنتخب الأولمبي حسم كل شيء حول صلاحيات كل طرف فقد جاء في العنوان "الكنزاري يستدعي 29 لاعبا".. وفي الحقيقة لخنفير سوابق عديدة فقد كان مدربا لمنتخب الأواسط الذي توج معه بالبطولة العربية فإذا بالجامعة تضع عادل السليمي مدربا أولا وتحيله إلى منصب المساعدة.. وقبل ذلك حينما دعي سامي الطرابلسي للاختيار بينه وبين فريد بن بلقاسم فانتبذ عنه مفضلا بن بلقاسم عليه قبل أن يحول لاحقا إلى منتخب الأواسط عند الفشل في "كان" 2013.. خنفير استدعي لاحقا ليقود المنتخب الأول إلى حين الانتهاء من الاتفاق مع جورج ليكانس فما كان من البلجيكي أن فضل عليه حاتم الميساوي مع أول موعد.. الجامعة وجهت خنفير إلى المنتخب الأولمبي لكن مع العودة بالنظر إلى جورج ليكانس قبل اتخاذ أي قرار وهو ما يفسر إشراف الفني البلجيكي على تربص قطر الذي دار في شهر نوفمبر الماضي.. الغريب أن كل الذين وقع تقديمهم عليه لا يملكون ربع سجله التدريبي ومع ذلك تجدهم يلقون معاملة لا يحظى هو بها ما جعله حديث القاصي والداني في الساحة الرياضية.. قد يكون خوف نزار خنفير من البطالة القسرية هو ما يجعله يخشى الرحيل رغم الظروف التي فيها الكثير من المس منه كمدرب له تجربة وبالتالي جاز لنا أن نتساءل هل يكفي ذلك لخنفير بأن يبقى دائما السور القصير؟