صدعتم رؤوسنا بحقوق الإنسان، هؤلاء اللذين رفعوا سلاحهم في وجوهنا، قتلوا جنودنا تقتيلا، ذبحوا رجالنا، نكلوا بجثثهم، بإسم الدين الإسلامي إرتكبوا فينا أبشع الجرائم والحال أن حتى عبادة الأوثان براء من وحشيتهم، لقد صادروا حقنافي الحياة وخرجوا من جميع الأديان بل من الإنسانية جمعاء. دعكم من هذيان حقوق الإنسان، نحن لسنا بعبيد ولن نركع لأحد الشعب الذي أزاح الديكتاتور من أجل حقوقه ليس في حاجة إلى خطاباتكم البائسة المرتجفة السطحية الخشبية التي لا تغني و لا تسمن من جوع. اليوم الإرهاب يضرب في مقتل ليقول رسالته بكل وضوح فهلا فهمتموها؟ لقد أحسن إختيار الزمان و المكان ليقول لكم بوضوح ها نحن هنا بينكم نقطن أحيائكم لسنا فقط في الجبال، ها نحن نمتطي وسائل نقلكم الجماعي، نجلس في مقاهيكم،نصلي في مساجدكم، حضارتكم و تاريخكم لا يلزمنا وسيادة دولتكم بين أيدينا. هذه الضربة النوعية الغادرة ربما تكلفنا سنوات جمر فنحن لسنا دولة فرنسا كي نتجاوزها بسهولة. اليوم نحن إزاء حرب لا مجال فيها للأخطاء، تأملوا الأحداث التي سبقت مجزرة باردو ستفهمون كيف يتغذى الإرهاب من أزمة الحزب الحاكم إلى تداخل المال والسياسة والإعلام إلى الإضرابات الوحشية المتواصلة، إلى الرداءة والأزمة الأخلاقية التي عصفت تقريبا بجميع وسائل الإعلام ثم خطاب مرتجفا بائسا لرئيس الحكومة هاهو الوطن يدفع نتائجها دما ولازلتم ترفضون الهدنة وتوحد الصفوف فقط من أجل مصالحكم الشخصية ربما الحزبية على أكثر تقدير فالحقيقة لا نلتمس في مواقفكم شيء من مصلحة الوطن. هذه الحرب، وإن تستوجب حلولا عميقة جذرية بعيدة المدى كالعدالة الإجتماعية والحد من الفقر والتفاوت الجهوي أو الطبقي، فإنها تقتضي الآن حلولا آنية كتفعيل قانون الإرهاب ومنع رجوع التونسيون الذين يجاهدون في سوريا، والمسارعة بتدقيق مالي لكل الجمعيات المشتبه فيها، لابد من مراقبة تمويلاتها ومنع كل تمويل أجنبي عربي بالأساس، فهل تعتقدون مثلا أن العرب سعداء بما أنجزته تونس؟ أهل تنتظرون من بلدان لم تعرف الديمقراطية يوما ولم تشتم حتى رائحتها أن تدعم تونس الديمقراطية تونس التعدد؟ إنهم يمقطوننا، أنظروا ماذا فعلوا مع مصر الإنقلاب وماذا هم فاعلون معنا ستفهمون كل شيء فبينما تضخ أموالا مريبة في إقتصاد مصر يضخ في تونس التطرف والتعصب والإرهاب سوى عن طريق شيوخهم أو كتبهم و قناواتهم. عندما ارتفعت الأصوات تنادي بغلق هذه القنوات ومنع قدوم هؤلاء الشيوخ ومنع كتبهم المفخخة بالفكر الداعشيالمدمر، عندما قالوا لكم أوقفوا هذا المد الجهادي إلى سوريا إنه سيدمرنا، قلتم أن هذا لا يتماشى وحقوق الإنسان والحال أن البلدان الرائدة في هذا المجال تراقب حتى مواقع الأنترنيت بينما تونس ترفض ذلك في سنواتها الأولى في الديمقراطية. ولكن كل هذا أصبح من الماضي وها نحن ندفع ثمنه دما ولن يتغير هذا الوضع إلا إذا تجاوزنا أخطاء الماضي وتحلينا بالمسؤولية والواقعية، هادنوا إلتفوا وحدوا الصفوف ضد التطرف فإني لا أذكر أن حدثوني على دولة تشوبها الانقسامات انتصرت في حرب ما. ا رحم الله شهداء الوطن، وليعلم الإرهابيين أن حتى كلابنا نؤبنها أحسن تأبين بينما يموتون هم كالجرذان تحت الأنقاض. لذلك سأكتب هذه الكلمات لعقي لذاك الكلب الرمز: "عقيل قلبي يتقطع ألما عندما أرى صورتك تغرق في الدماء.. ليتك ترتقي لمرتبة الشهداء.. لقد كنت خدوما مخلصا وكانوا خونة جبناء.. فهل أنت الشهيد أم هم الشهداء".