تعاني السياحة الصحراوية بشكل عام من صعوبات جمة منذ 14 جانفي وخاصة بعد أنطلاق الثورة في ليبيا وما ترتب عنها من أوضاع أمنية صعبة ويشهد قطاع السياحة ركودا ووضعية صعبة تتطلب انتعاشة في أقرب وقت. تمثل السياحة الصحراوية مورد الرزق الأساسي لألاف العائلات في مدينة دوز والقرى المجاورة لها وقد ترتب عن الأوضاع الأمنية الصعبة في تونس وليبيا تأثيرات على نسق الأقبال على المنتوج السياحي في الصحراء ورغم تنظيم مهرجان الصحراء الدولي في موعده بما يمثله من واجهة سياحية مازالت السياحة في دوز تعاني من صعوبات لم تعرفها طيلة تاريخها في غياب كامل لأي مبادرة من الحكومة الجديدة لإنعاش الوضع السياحي الذي تضرر بعد أغلاق بعض المؤسسات السياحية وتوقف نشاط وكالات الأسفار بشكل كلي تقريبي وبطالة شبه كاملة لقطاع الجمالة وركود في الصناعات التقليدية . هذا الوضع الصعب دفع مجموعة من الشباب في مدينة دوز الى المبادرة بتنظيم تظاهرة سياحية وثقافية في إطار جمعية جديدة تم بعثها مؤخرا وتضم مجموعة من الشعراء الشباب والمهتمين بالشعر الشعبي والفنون الشعبية وقد اختاروا لها اسم «أنغام وقوافي» وستكون الدورة الأولى لهذه التظاهرة من 1الى 4 مارس بعنوان «أيام دوز السياحية». وستتوزع فقرات التظاهرة بين مدينة دوز وقصر غيلان و«تنبايين»ومحمية الجبيل ويتضمن البرنامج رحلات داخل الصحراء المحيطة بمدينة دوز من الجهات الثلاث مع تنظيم عروض في الفن الشعبي وسهرات شعرية وعروض فروسية وأكلات صحراوية. هذه التظاهرة الطموحة لن يكتب لها النجاح ما لم تتبناها مندوبيتي السياحة والثقافة مع دعم المجلس الجهوي ووكالات الأسفار التي تضررت من الركود السياحي الذي طال قطاع السياحة الصحراوية خاصة بسبب التحذيرات التي تضعها السفارات الأوروبية في تونس على مواقعها وهو ما أثر على الأقبال السياحي على الصحراء بسبب مخاوف أمنية مبالغ فيها أحيانا . أن قطاع السياحة الصحراوية في دوز وتوزر وتطاوين يعاني من شلل كامل تقريبا وهو ما يحمل الحكومة مسؤولية كبيرة في محاولة أنعاشها وإيجاد أليات لمساعدة الناشطين في هذا القطاع من تحمل الركود فإغلاق المؤسسات السياحية ترتب عنه إحالات مئات العمال على البطالة كما يعاني مئات الجمالة في دوز وزعفران من البطالة منذ سنة كاملة تقريبا وهذا يحتاج الى تدخل عاجل من الحكومة لأنقاذ هذه العائلات من تأثيرات البطالة وأنعدام الدخل . فهل تكون هذه التظاهرة محاولة جادة لأنعاش السياحة الصحراوية في دوز ؟وهل تجد جمعية «أنغام وقوافي «الدعم الكافي لتنظيم هذه التظاهرة؟