تعرّض الأرشيف الخاصّ بالتلفزة الوطنية الى التلاعب عبر تسريب بعض التسجيلات الحصرية التي لم يقع بثّها في زمن الرئيس المخلوع. وأوضحت صحيفة أخبار الجمهورية الصادرة اليوم الاربعاء 15 أفريل 2015 أنّ تمكّن القناة الخاصّة نسمة من الظفر بتسجيل جنازة الزعيم الحبيب بورقيبة الخاصّ بالتلفزة الوطنية والذي تمّ منع بثّه من قبل الرئيس المخلوع، يبعث عن التساؤل حول كيفية مغادرة التسجيل لمقرّ مؤسسة التلفزة الوطنية. هذا بالاضافة الى ما سبق بثّه على قناة التونسية في برنامج "رفعت الجلسة"من صور وتسجيلات نادرة لجلسات التحقيق والتشخيص مع الناصر الدامرجي الملقّب ب"سفّاح نابل". ويعود هذا التسجيل الاخير الى برنامج المنظار الذي كانت تبثّه القناة الوطنية حيث تمّ تسجيل اعترافات سفّاح نابل بداية التسعينات، ثمّ تمّ بثّه لاحقا في قناة التونسية دون أن يكون حاملا لشعار التلفزة التونسية ممّا يعني أنّه نسخة أصلية لم تبثّ قطّ (بريت)، وفق المصدر ذاته. بالاضافة الى هذين التسجيلين، هناك تسجيلات نادرة أخرى لم يقع بثّها ولم تعد موجودة بمؤسسة التلفزة رغم كونها محفوظة في أرشيف خاصّ نظرا لصبغتها الحساسة والخاصّة جدّا، مع العلم أنّ هذه التسجيلات تسلّم الى حسب ما يتردّد في كواليس التلفزة الى كلّ مدير عامّ وهذا الأخير يسلّمها الى من يخلفه. ومن بين ما يتضمّنه "الصندوق الأسود" لمؤسسة التلفزة الوطنية التسجيلات الخاصّة بالمحاكمات السياسية وبمحاكمات الاتجاه الاسلامي اضافة الى تسجيلات لكلّ الأحداث الأمنية الكبرى التي عاشتها البلاد في تلك الحقبة، حسب نفس المصدر. ومن بين التسجيلات التي "تبخّرت" وفقا للصحيفة، التسجيل الخاصّ بحادثة اغتيال أبو جهاد. حيث كانت التلفزة الوطنية قد أنجزت تحقيقا خاصّا حول عملية اغتيال أهمّ قيادات حركة فتح الوزير المعروف بأبي جهاد في تونس عام 1988 وصوّرت مكان الحادث، غير أنّ التسجيل قد اختفى وفقا لذات المصدر. من جهته، أكّد الرئيس المدير العامّ للتلفزة التونسية مصطفى بن لطيف أنّ كلّ أرشيف التلفزة موجود بالمقرّ وأنّ المؤسسة شرعت منذ مدّة في رقمنته، مضيفا أنه لم يتمّ التفريط في محتويات التلفزة منذ امساكة بزمام الأمور وأنه غير مسؤول عن الادارة التي سبقته ويجهل ما اذا تمّ التفريط في جزء من التسجلات، حسب المصدر نفسه.