رغم أن الموسم لا يزال في بدايته إلا أن الاحتجاجات على التحكيم بلغت أوجها وهو ما يفسر إحالة عدة أسماء بين حكام ساحة ومساعدين على عدم المباشرة لفترات مختلفة.. احتجاجات تحولت إلى تصريحات نارية واعتداءات لفظية وجسدية يعاني منها أصحاب الزي الأسود في كافة ملاعب الرابطة المحترفة الأولى جراء تراكم الأخطاء وتجاوزها للخطوط الحمراء.. ومع تقدم الجولات ازداد الوضع تأزما وبدأ الكثيرون يتحدثون عن تعيينات مشبوهة وخدمة أجندات معينة وفرق على حساب أخرى خصوصا أن بركات لم يحظ يوما بالقبول في منصبه الذي يعتبره الكثيرون أكبر منه.. لجنة تعيينات الحكام التي يرأسها جمال بركات للموسم الثالث على التوالي اختارت لجولة يوم الأحد المقبل من بطولة الرابطة المحترفة الحكم مراد بن حمزة لمباراة الكلاسيكو بين النجم الرياضي الساحلي والنادي الرياضي الصفاقسي وهيثم قيراط لمباراة النجم الرياضي بالمتلوي والنادي الإفريقي.. تعيينان أثارا السخط بين سوسة وصفاقس والعاصمة فبن حمزة حكم معروف بانتمائه للترجي الرياضي كما أنه ينحدر من جهة الساحل وبالتالي فإن أي خطأ قد يقع فيه سيتم تأويله لفائدة هذا الفريق أو ذاك أما قيراط فهو محب لفريق جوهرة الساحل ونادي باب الجديد سبق أن هاجمه ورفض تعيينه لمقابلاته بسبب أخطائه وانتمائه.. من جهتنا لا نخوض في محاكمات نوايا الحكام لكن عملية اختيار هذين الحكمين لم تكن موفقة وهو يجعلنا نشير إلى الأمر قبل وقوع الكارثة.. وهنا نسأل جمال بركات ماذا لو أخطأ قيراط ضد الإفريقي بعد كل ما عاناه نادي باب الجديد من أخطاء تحكيمية؟ فهل سيكفي الأفارقة الاعتذار أو تجميد "قيراط الصغير" بشهر؟ ثم ماذا لو استفاد الإفريقي من صافرته وتكرر سيناريو سيدي بوزيد وقفصة على من سنلقي باللائمة حينها؟ وحتى في سوسة فإن أية هفوة للحكم بن حمزة لفائدة السي أس أس ستفسر بأنها عرقلة للنجم الساحلي خدمة لمصلحة الترجي الرياضي فيما لو جاء الخطأ من الجهة المقابلة عندها سيثور الصفاقسية متهمين اللجنة بتعيين حكم "ساحلي مكشخ" لضمان لحاق ليتوال والترجي به في أعلى الترتيب؟ لجنة التعيينات ورطت نفسها عندما اختارت الحكمين غير المناسبين لمباراتي سوسة والمتلوي والأكيد أن الأمر ليس اعتباطيا وكأنها تريد إشعال نار الفتنة في وقت تعيش فيه تهديدات أمنية بلا حصر في نهاية السنة الميلادية.. تعيينات صارت تمثل تهديدا للسلم الاجتماعية وللأرواح ذلك أنه من غير المعقول أن بركات أو من أملا عليه التعليمات غير مدرك لخطورة ما يقدم عليه وتأثير الكرة وانفعالاتها على الأمن العام.. على المستوى الشخصي فإني أزداد قناعة أن بركات ليس إلا واجهة للجنة التعيينات التي تسير من خارج الستار لأنه ليس من فراغ أن يواصل مهامه لثلاثة مواسم رغم الاحتجاجات دون أن يتم تغييره ومن يذكر مسيرة بركات كحكم سيتيقن حتما مما نقول وخاصة تلك المباراة الشهيرة بين الترجي الرياضي والنادي الصفاقسي في المنزه التي أهانه فيها خالد بدرة مرارا وتكرارا لكنه لم يجرؤ على إقصائه لا بسبب الأخطاء التي ارتكبها ولا بسبب إهانته لفظا وفعلا.. وللحديث بقية..