مرّ شهر رمضان لهذا العام 2016 خاليا من رائحة غدر العناصر الإرهابية ومحاولتها تدنيس بلادنا، عبر استهدافها لوحدات الأمن والجيش الوطنيين والمنشآت الحساسة، حيث يمثل شهر رمضان المعظم في العقيدة الإرهابية شهر ما يسمّى ب"الجهاد" إذ تكثف العناصر الإرهابية عملياتها الهادفة الى تقويض أمن البلاد. وفي هذا السّياق أفاد الخبير في الشؤون الأمنية والمتقاعد من المؤسسة الأمنيّة، أنّ مرور رمضان 2016 دون عمليات إرهابية عائد اولا وأساسا الى نجاحات المؤسسة الأمنية التي اتعضت من العمليات السابقة وأصبحت تعالج ملف الإرهاب كما يقتضيه الأمر، باعتبار أنّ هذه العمليات تتضاعف وتتكاثف خلال المناسبات الدينية والأعياد. واعتبر الزرمديني في حديثه لحقائق أون لاين اليوم الثلاثاء 5 جويلية 2016، أنّ العقيدة الأمنيّة عادت إلى سالف نشاطها وفاعليّتها حيث أنها استنتجت واستشرفت إستراتيجيتها لمعالجة الملف الأمني. كما أشار محدّثنا إلى أن العمل الاستخباراتي الدقيق والعمليات الاستباقية التي نفذتها المؤسسة الأمنيّة، وآخرها عملية المنيهلة التي أدت الى تفادي مخططات إرهابية كبرى تهدف إلى تقويض أمن البلاد واستهداف الخيط الأخير من الاقتصاد الوطني،قد ساهمت في السيطرة على الخطر الإرهابي الذي يهدد بلادنا. واستدرك محدّثنا بالقول أنّ الخطر الإرهابي يبقى متواصلا ولم ينته وجذوره موجودة وكيانه مايزال قائما ويفرّخ وله دائرته الإقليمية ولايمكن تحديد أهدافه ولا توقيتها. يذكر أن التونسييين عاشوا خلال السنوات القليلة الماضية على وقع عمليّات إرهابية في شهر مضان، وكان أسوها رمضان 2014 حيث استهدف العناصر الإرهابية تشكيلة عسكرية في جبل الشعانبي أدت الى استشهاد 14 عسكريا وإصابة ما يقارب ال 20 آخرين، إضافة إلى عملية سوسة 2015 التي راح ضحيتها سيّاح أجانب.