تشهد العاصمة المصريّة في شهر أفريل القادم المؤتمر الدولي حول استرداد الآثار المسروقة بمشاركة أكثر من ثلاثين دولة عربيّة وغربيّة. ويهدف المؤتمر إلى وضع استراتيجيّات لاسترداد الآثار التي سرقت من الدول المشاركة بعد توقيع اتفاقيات اليونسكو في السبعينيات، ويبحث المؤتمر مشروع اتخاذ تحرك جماعي على الصعيد الدولي من أجل دعم جهود استرداد الآثار المسروقة كما سيتمّ مناقشة القوانين الدّوليّة المنظّمة لعمليّة استرجاع كلّ دولة لأثارها. ويأتي هذا المؤتمر بعد نجاح عمليّة استرجاع الآثار المصريّة من السّلطات التّونسيّة الّتي كانت قد قامت بحجزها بتاريخ 10 أكتوبر 2003 بمطار تونسقرطاج قبل أن يتمّ تهريبها إلى أوروبا. و أوفد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر "زاهي حواس"، محمود عباس رئيس الإدارة المركزية لآثار العصر الحديث إلى تونس لاستلام القطع الأثريّة بعد خمسة سنوات من التّناقش مع السّلطات التّونسيّة، وتمّ تنظيم احتفال ثقافي بهذا الشأن في مقر المعهد الوطني للتراث بدعوة من وزير الثقافة والشباب والتنمية في تونس، حضره السفير المصري لدى تونس. ومقارنة بالآثار التّي تسترجعها الدّول العربيّة من أوروبا، وخاصّة الكمّ الهائل من الآثار الفرعونيّة التّي قامت مصر باسترجاعه من المملكة المتحّدة، لم نسمع باسترجاع الحكومة التّونسيّة لقطع تونسيّة من الخارج رغم ما شهدته البلاد من نهب وسرقة لعدد كبير من الثّروات التّاريخيّة خلال الاستعمار الفرنسي وحتّى بعده. ويطرح التّساؤل حول مصير الآثار التّونسيّة الّتي تمّ تهريبها الى الخارج خاصّة على اثر تفكيك شبكة تهريب الآثار الدّوليّة مؤخّرا ببلادنا والّتي تكوّنت من جنسيّات مختلفة عربية واسياوية وأوروبية وتعتمد هذه الجنسيّات المختلفة على تونسي يقوم بنقلهم حيث المناطق الأثرية ويساعدهم موظف يعمل قابضا بالمواقع الأثرية يقود أفراد العصابة الى الأماكن الّتي تزخر بالقطع النادرة وخاصّة منطقة سبيطلة بولاية القصرين والقيروان وسليانة، وقد تورّط في هذه الشّبكة ابن لوزير سابق وعدد من رجال الأعمال. وأفادت الهياكل السّاهرة على التّحقيق من المحكمة الابتدائية بتونس والفرقة المركزية للأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالتّعاون مع الشرطة الدولية (الأنتربول) أنّه تمّ حجز حوالي 7 آلاف قطعة أثرية ترجع إلى العهود الرومانية والبيزنطية والإسلامية. ورغم كشف هذه الشّبكة يبقى عدد لا يستهان به من القطع الأثريّة المنهوبة في كنف الكتمان محجوزا في أوروبا دون الشّروع في إستراتيجية حقيقيّة لاسترجاعها لعلّ أهمّها مخطوط اثري نادر يتمثل في رقاع من الخط الكوفي يتخذ شكل مجلد مكون من 20 صفحة لا يقل عمره عن ألف سنة، تمّ سرقته من متحف رقّادة منذ سنة تقريبا، وأكد وزير الثقافة روؤف الباسطي آنذاك بأن "الموضوع محل بحث" وأن"عملية إعادة جرد لرصيد المخطوطات وحصره تتم بشكل دوري للتأكد من عدم وجود مفقودات".