قضى ثمانية معتقلين تونسيين في غوانتنامو ثمانية أعوام توصّلت خلالها تحقيقات اللجان العسكرية الأمريكية إلى براءتهم من صفة المقاتلين الأعداء. لكنّ هؤلاء لم يفرج عنهم حيث يرفضون العودة إلى بلادهم خشية مصير أسوأ حسب ما نقل عنهم، ووفق ما بيّنته تجربة قاسية، رصدها المراقيون، لاثنين من المعتقلين تم تسليمهما في جوان 2007. ومع انتهاء أجل عام حدده الرئيس الأمريكي أوباما في خطبة تعيينه، يبدو أنّ المعتقلين يواجهون خيارات صعبة منها ما هو مستحيل كالعودة إلى الأوطان. وكان التونسيان عادل بن مبروك ورياض ناصري قد حوّلت وجهتهما من السجن العسكري الأمريكي إلى إيطاليا حيث ستجري محاكمتهما بتهمة تجنيد مقاتلين على أراضيها. وإذا كانت إيطاليا قد ساعدت في التخفيف من عبء غوانتنامو من هذين التونسيين فإنّ بلجيكا بدورها تطلب اثنين آخرين هما عادل الحكيمي وهشام السليطي. لكن لن يسمح لتونس بالتخفيف من عبء غوانتنامو حسب قرار أحد القضاة الأمريكيين الفدراليين في أكتوبر 2007، والذي منع ترحيل لطفي بن علي. وإضافة إلى هؤلاء يوجد رفيق الحامي وعادل الورغي ورضا اليزيدي وصالح ساسي والهادي الهمامي من بين نحو مائتي محتجز في القاعدة العسكرية الأمريكية بكوبا. الرئيس باراك أوباما تعهد بإغلاق السجن بحلول 22 جانفي 2010 واعترف بأنه من المحتمل ألاّ يتم الوفاء بهذا الموعد بسبب عقبات سياسية ودبلوماسية. وبذلك يدشنّ المعتقلون التونسيون عامهم التاسع هناك، حيث كان جلهم قد اعتقلوا في أفغانستان وباكستان وإيران بداية العام 2002.