حين بلغني خبر المجهول الذي يمثل جهة معروفة، والذي اتصل بالسيدة أم زياد ليهددها وينعتها بالخائنة العميلة المعادية لوطنها! تذكرت مشهدين أولهما حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه : "انها ستكون سنون خداعات .. يُخوّن فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، ويُكذّب فيها الصادق .. ويُصدّق فيها الكاذب .. ويَنْطِق فيها الرويبضة .. قالوا: "وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : "الرجل التافه يتكلم فى أمور العامة"! وأما المشهد الثاني، لما عرض سيد قطب "رحمه الله" على حبل المشنقة جاءه المفتي يذكره بقول "لا إلاه إلا الله" قبل شنقه فضحك منه وقال له:"نحن نموت لأجلها وأنتم تأكلون بها الخبز". فسبحان من حول أم زياد إلى خائنة وعميلة والمتصل وأسياده وطنيين وشرفاء! عزاؤنا أن كثيرا من الأشياء تسمى بمضاداتها! وكثير من الناس يوصفون بخلاف صفاتهم! عندما تنادي تونس تعرف أصحابها وتعرف من بكى وضحى بالغالي والنفيس ممن تباكى! ستسجل القضية بلا شك ضد مجهول ولكن لا عليك فهي شهادة لك لا عليك! والحساب هناك أدق وأوفى!