بعد الإنتهاكات الشديدة التي يتعرض لها نشطاء المجتمع المدني وما لقيه ويلقاه السجناء السابقون ومن لحق بهم! ... وما يعانيه المواطن في كل مكان! ... والهرسلة المستمرة ضد الأحزاب والجمعيات! ... ... وآخرها ما تعرض له وفد الحزب الديمقراطي التقدمي في زيارته للسجين السابق وحيد البراهمي بسيدي بوزيد من رجم بالحجارة وتهشيم للسيارات على مرأى ومسمع من قوات البوليس! بدأت أقتنع بما ذهب إليه الزعيم الليبي معمر القذافي حين أطلعنا على اكتشافه الباهر في أن كلمة "المافيا" أصلها عربي أصيل وهي نابعة من كلمة "مَعْفِيَه" إشارة إلى العصابات التي كانت معفية من أن تطالها يد القانون. وبقطع النظر عن صحة "الإكتشاف" من عدمه وعن صيانة براءة "الإختراع" لصاحبه! ... فإنه أصبح يعبر عن حالة جديدة تزداد اتساعا في عالمنا العربي! ... وتبرز بوضوح وجلاء في "كوكبنا" المعزول تونس! ... فقد أصبح المتنفذون ومليشيات الحزب الحاكم وأجهزة البوليس عبارة عن عصابات مافية معفية من أي متابعة أو مساءلة! ... الحكم حكمها والأمر أمرها! تعذب ليس هناك من يسألها! ... ترمي بالرصاص ليس هناك من يسألها! ... تسجن! ... تمنع! ... تحاصر! ليس هناك من يسألها! ... تنفي! تشرد! ... تهجر! ليس هناك من يسألها! ... ترتشي! ...تسرق! ... تسطو! ... ليس هناك من يسألها! تُكذّبُ كل هذه التهم وتتظاهر بخلافها ليس هناك من يسألها! ولكن ليس هناك من يصدقها! صابر التونسي 6 جويلية 2009