كوورة - المعروف على رياضة كرة القدم هو كونها رياضة من أجل المتعة و التنافس الشريف لحصد الالقاب و اسعاد الجماهير وليست لعبة لفرض عقلية العنف و تشنج الاعصاب و الدخول في دوامة الشغب فهذا التصرف لا ينم على عقلية الروح الرياضية و انما يدل على تأخر و همجية ليست لها مبررا. صحيح أن المحب يرغب دائما في مشاهدة فريقه منتصرا على جميع منافسيه وهذا من حقه طبعا لكن الذي ليس من حقه هو التعصب للفريق وعدم قبول نتيجة الانهزام واثارة المشاكل داخل و خارج الملعب بتصرفات صبيانية لا تنفع فريقه في شيء بل بالعكس تزيد من مشاكل فريقه و تعرضه للعقوبات. وآخر المستجدات في هذا الموضوع ما أقدمت عليه الجماهير التونسية من أعمال شغب جعلت الكونفدرالية الافريقية تحرم فريقي الترجي و النادي الافريقي من خوض لقائي نصف نهائي مسابقتي دوري ابطال افريقيا و كأس الاتحاد الافريقي دون حضور الجمهور في الوقت الذي سيكون فيه الفريقان في أمس الحاجة لدعم أنصارهم من أجل اقتلاع ورقة الترشح الى النهائي. أعمال العنف التي جدت في مباراة الترجي و مولودية الجزائر وأيضا مباراة النادي الافريقي و أسيك ميموزا لا يوجد تبرير أو تفسير لها وكنا في غنى عنها لو تمتعت الجماهير بالروح الرياضية ودخلت الملعب من أجل التشجيع لا غير وليس اثارة الفوضى و التصادم مع رجال الامن (جمهور النادي الافريقي) أو التراشق بالشماريخ بين شقين من نفس الجمهور (جمهور الترجي). أحداث اعطت الضوء الأخضر لعيسى حياتو و جماعته لمعاقبة فريقا العاصمة بحرمانهما من الجمهور المساند رقم واحد في الامتار الأخيرة من الكؤوس الافريقية....حرمان كان سببه الجمهور الذي أصبح نقمة على فرقه عوضا أن يكون دافعا و مشجعا لمساعدة الفريق لحصد الالقاب و الصعود على منصة التتويج. على الجماهير التونسية أن تغير من عقلياتها أثناء ارتياد الملاعب فالغاية ليست التعصب و التشنج وانما المؤازرة و التخلي بالروح الرياضية سواء كان الفريق الذي نشجعه منتصرا أو منهزما....فاليوم فريقي ينتصر و غدا ينهزم و الحياة تستمر فلا داعي لكل هذا التشنج و الشغب...رسالة نتمنى وصولها للشق الذي لا زال غير واعي بالمعنى الحقيقي لرياضة كرة القدم ونستثني منه شق كبير من الجماهير الواعية و التي تحب جمعيتها و تساندها في اطار الروح الرياضية.
