في أول مباراة له ضمن التشكيلة الأساسية في الإمارات 2013، عاش الحارس حمزة بن شريفية أمسية ولا في الأحلام... قبل أن يقلب الوضع رأساً على عقب في الدقيقة 87! كانت تونس متقدمة في النتيجة منذ الشوط الأول وكانت في طريقها إلى قمة المجموعة الرابعة على حساب منتخب اليابان خصمها هذه الليلة. وكان الآسيويون يبحثون عن السبيل إلى تدارك الموقف مراراً وتكراراً منذ العودة من الإستراحة، ولكن تكتل الدفاع التونسي بدا مثل الشوكة في حلق محاربي الساموراي، ولا سيما الحارس بن شريفية الذي استبسل في الذود عن مرماه. ولكن هدف دايسوكي ساكاي وآخر من زميله ريوما واتانابي في الوقت المحتسب بدل الضائع غيرا كل ذلك رأساً عن عقب. وفي حديث حصري لموقع FIFA.com، أوضح الحارس التونسي بالقول "نحن سعداء بأدائنا، حتى لو أننا تراخينا في نهاية المباراة مما غير النتيجة بهذه الطريقة الدراماتيكية. لكن ثمن النهائي سيكون بداية جديدة بالنسبة لنا، ونحن لا ننوي التوقف هنا." قبل المباراة، كان كلا الفريقين قد ضمنا تأهلما بالفعل للدور التالي، مما يفسر قرار المدربين معاً بتغيير نحو 80 ٪ من اللاعبين الأساسيين الذين خاضوا المواجهة السابقة. كانت تلك فرصة مثالية لبن شريفية من أجل لعب مباراة في البطولة، وهو الذي كان قد أبلى البلاء الحسن وأبان عن علو كعبه عندما عوض صبري بن حسن المصاب في التصفيات الأفريقية. وكان حينها أداء بن شريفية مقنعاً إلى حد جعل المدرب عبد الحي بن سلطان يشك بعض الشيء في اتخاذ قرار بشأن من يحرس عرين نسور قرطاج في الإمارات 2013. ورغم أن بن حسن استعاد مكانه في آخر لحظة، إلا أن زميله ومنافسه يتحلى بروح رياضة عالية، حيث أوضح بالقول: "جميع الحراس جيدون في فريقنا، وهناك منافسة على أعلى مستوى وفي ظروف سليمة. إننا نستفيد من بعضنا البعض ونرتقي جميعنا بمستوياتنا نحو الأعلى." في ظل العمالقة اعتاد هذا الحارس الشاب على اللعب في الظل. ففي نادي الترجي، يختبئ في جلباب أخيه معز، 22 سنة، حامي العرين الأول في فريق الكبار والحارس رقم 1 في المنتخب التونسي الذي يصارع من أجل ضمان مقعده في نهائيات كأس العالم البرازيل 2014 FIFA حيث تنتظره معركة نارية ضد الكاميرون يوم 17 نوفمبر ضمن إياب المباراة الفاصلة. وعلق الأخ الصغير قائلاً: "معز هو مثلي الأعلى في تونس وفي جميع أنحاء المغرب العربي. لديه الكثير من الخبرة ويعطيني النصيحة كل يوم مما يساعدني على كسب الفعالية في المرمى. إنه يريني كيف أفرض وجودي في منطقة الجزاء ويُظهر لي كيفية التموقع على النحو الأفضل. أخي هو حياتي كلها." وتابع: "حلمي هو أن ألعب معه في المنتخب التونسي الأول. إنني أتطلع لهذه التجربة، حتى لو كان ذلك على مقاعد البدلاء." ورغم رغبته في الحصول على مزيد من دقائق اللعب في الإمارات 2013، إلا أنه لا يشعر بالغبطة تجاه زميله مع بن حسن: "أنا وصبري مثل الجسد الواحد. إذ كان هو من يقف بين الخشبات الثلاث، فهذا لا يمثل أية مشكلة لدي. ما أريده أولاً وقبل كل شيء هو أن نذهب بعيداً في هذه البطولة وأن نصل حتى النهاية. أريد التتويج باللقب العالمي. بالطبع آمل خوض مباريات أخرى، لكن القرار بيد المدرب وسأحترمه كما فعلت دائماً."