قد يرى بعضهم فيما ساكتب خروجا عن الذوق او صراحة مرة لكن اجد نفسي مضطرا للتعليق على ماكتبت السيدة اميرة اليحياوي – وهي ابنة المرحوم المناضل مختار اليحياوي –في تدوينة بتاريخ 23 سبتمبر 2015 على صفحتها الخاصة بشبكة "الفيسبوك" وذلك بعد الانتهاء من جنازة صديقنا مختار اليحياوي ودفن جثمانه الطاهر بمقبرة الجلاز وسط حضور متنوع لاهله و احبائه و اصدقائه و معارفه .وكان الهدف من التدوينة هو التعبير عن شكر عائلة الفقيد لكل من حضربمنزله او بجنازته او اتصل للتعزية . واصدقكم القول اني دهشت من مضمون ما كتبت باللغة الفرنسية وخصوصا ما يتعلق بشكر العائلة للحضور من المعزين .فرغم تاكيدها على ان الجميع كان ممثلا في الجنازة التي جمعت – حسب ذكرها – كل الطبقات و كل الالوان (كذا)وكل التوجهات السياسية والنقابية…الخ الا انها خصت عددا من السياسيين و المسؤولين بالذكر دون ان تشير الى غيرهم وهم = -1- الرئيسان وقد حضر السابق وغاب اللاحق الا ان الاخير بعث برسالة جميلة .ويمكن ان نضيف اليهما رئيس الحكومة الذي وجه رسالة تعزية الى اسرة الفقيد. -2-وزير الصحة الذي تعهد شخصيا بنقل الجثمان . -3-والي تونس الذي بدونه لم يكن ليتم الدفن على احسن حال (كذا). -4-امين عام حركة نداء تونس الذي قلب الارض و السماء (هكذا حرفيا)لكي يذلل للعائلة الاجراءات . اضافة الى العميد عبد الرزاق الكيلاني بصفته واحدا من افضل اصدقاء المرحوم الذي تعهد بالملف. واريد في ضوء هذه القائمة الاسمية ان الاحظ بكل لطف = أ- ان اغلبية المذكورين لا علاقة لهم بصديقنا المرحوم مختار اليحياوي بل ان مسيرة بعضهم تتجافى مع تاريخه وطبيعة الافكار و القيم التي يجسمها و يدافع عنها . ب-ان اغلبية هؤلاء هم من المسؤولين اضافة الى ان بعضهم قد ساهم في اتمام اجراءات الجنازة بحكم مسؤوليته في الدولة . ج-ان الاشارة الى هؤلاء دون غيرهم قد يدخل الالتباس بشان تخصيصهم بالذكر مع ان الجنازة قد شهدت حضور عدد كبير من السياسيين سواء كانوا من الوزراء او المسؤولين المباشرين او من رؤساء الاحزاب السياسية او اعضائها اضافة الى مكونات المجتمع المدني افرادا و هيئات . د-ان المساعدة في اتمام اجراءات الجنازة لاحد الرموز الوطنية او لاي فرد من افراد الشعب لا تستحق مبدئيا الشكرمهما كان حجمها و مستواها خصوصا اذا كانت من المشمولات الوظيفية للمسؤولين. وفي هذا السياق نتساءل كيف قلب السيد محسن مرزوق الارض و السماء لتذليل اجراءات الجنازة بصفته امينا عاما لاحد الاحزاب السياسية . ه -ان ابراز مساهمة المسؤولين السياسيين في جنازة المرحوم مختار اليحياوي مع ان اغلبهم لم يحضر مراسمها قد يؤدي الى التغاضي عن تقصير ممثلي الدولة – رئاسة و حكومة –في تكريم احد المناضلين البارزين ضد النظام الاستبدادي وتعمد الغاء اي حضور رسمي في جنازته . ومهما كان فاني لا ادعي فيما اسلفت الحلول محل المعنيين من عائلة الفقيد لتقدير من يستحق ثناءها او شكرها لكنها "حماسة " ورثناها عن صديقنا مختار اليحياوي رحمه الله وذكريات جميلة تسمح لنا بتلك المكاشفة .