فن الرسم على الجدران أو فن الشوارع أو الغرافيتي كلها أسماء لفن قائم الذات نشأ في الستينات من القرن الماضي في نيويورك بالهام من موسيقى الهيب هوب. وفن الرسم على الجدران أصبح يستهوي شريحة واسعة من الشباب لما له من جاذبية كبيرة وإبداع منقطع النظير خاصة في الأحياء و المناطق الشعبية. و في صفاقس و غيرها من المدن التونسية صارت الجدران مساحات للتعبير عن الآراء لإيصال رسائل سياسية و اجتماعية، وكشكل من أشكال الدعاية. و اللافت للانتباه في عديد الرسوم و الكتابات الحائطية التي تعترضك أينما تجولت في أنهج و شوارع المدينة و أمام المعاهد و في الأحياء الشعبية هو الابتذال و قلة الحياء في الرسائل المكتوبة. فن الجرافيتي عادة هو تعبير حر ففي المدن الأوروبية مثلا، تجد جدراناً تملؤها رسومات لفنانين يحترفون فن الرسم و تجد لكل جدار صورة تحكي قصة أو تعالج قضية. ورغم فوضويتها، إلا أنها محبوبة و تمرر رسالة هادفة فلماذا يبتذل شبابنا هذا الفن بكتابة العبارات النابية و اللاأخلاقية التي تخدش الحياء في جدران يشاهدها الأطفال و النساء و كبار السن و غيرهم. فلماذا لا يستعمل هذا الفن في السياق الإيجابي و يقع تخصيص فضاءات لممارسة هذا الفن في كنف الأخلاق العالية من قبل هواته؟.