نعمْ كنت أتألم اليوم وأنا أتعرّض إلى اسوإ ما يمكن أن يتعرض له تمثال بقي صامدا لسنوات وهو يحكي لشعب تونس قصة مؤرخ وعالم اجتماع طالما كان معلم فخر للجميع …ولكن …حين سكن الليل وغادر الجميع شارع الثورة واستحضرت كل ما وقع على تمثالي من مشاهد تحيل إل مبنى قاتم يسمّى وزارة الداخلية …وكل ما ارتكبته أيادي " الرداءات السوداء " على الشباب والمحامين والمناضلين ..وحين استحضرت ما يعانيه آلاف المساجين من أجل ظلم وعنف وصل حدّ " القتل من أجل منع جرعة أنسولين " …حين علمت ما فعلته " الأجهزة من قهر وقمع مع " سابقية القصد والإضمار" في حق مئات الشباب الغاضب ولعل آخرهم السجينة رانية العمدوني …وحين جهّزت لي بلدية تونس الموقّرة " فرنا غازيا " تجهيزا لائقا بحفلة شواء مناسبة …حينها فقط أدركت سادتي أن الجيل الخطأ لم يكن على خطأ لأنه وبفضله على " صمبتي " أمكنني التعرّف على هول المشهد ..نعم لم يتيسر لي أن أعرف وأنا مؤرخ المالكي مالكية البلاط أن في إفريقية شعب يعاني ..من " خراب العمران " ..لأن العدل غائب في ربوعه …لذالك ولغيره : اعتذاري أيها الجيل الخطأ …واعتذاري المكرّر بعد أن قمتم بتنظيف الرخامة … وأعدكم أنّي سأكون في الموعد ، وأواكب كل " المحن " التي تمرّ أمامي …أعترف الآن أنّي كنت دائما " ابن خلدون السويّ " ..ولم أكن " ابن خلدون …الخطأ "