ظاهرة أطفال الشوارع مانفكت تتفاقم و تثير الانتباه في مدينة صفاقس . فأينما حللت في ركن من أركان المدينة يعترضك من حين لآخر طفل أو مجموعة أطفال تبدو عليهم مظاهر التهميش و علامات الفقر جلية في محياهم و من خلال هيئاتهم وضعتهم الأقدار و الظروف لسبب أو لآخر في شوارع المدن الصاخبة يتسولون أو يعملون في احدى المهن التي لا تطيقها أجسامهم النحيلة و تجدهم في اليل يفترشون الارض و يلتحفون السماء. و يبدو أن الأسباب عديدة و متعددة أبرزها الميل إلى الحرية والهروب من الضغوط الأسرية و غياب الاهتمام العائلي واللعب والترفيه في داخل الأسرة والبحث عنه في الشارع إضافة طبعا لللامبالاة من جانب الأسرة وعدم الاستماع الى الطفل والتحاور معه وتلبية حاجاته بسبب الظروف الاجتماعية القاسية جدا أحيانا و اليتم أحيانا أخرى. و الأخطر في كل هذا هو امكانية انحراف هؤلاء الأطفال إناثا و ذكرانا و الوقوع في أحضان المتاجرين في الآدميين و من هنا وجب التدخل السريع من طرف السلط الجهوية و المجتمع المدني لاحتواء هذه الظاهرة و الإحاطة بهؤلاء الأطفال و توفير الرعاية اللازمة لهم و توجيههم الوجهة الحسنة التي تضمن لهم العيش الكريم و تحفظ لهم كرامتهم.