بوروسيا دورتموند يهزم مونتيري و يضرب موعدا ناريا مع ريال مدريد في ربع نهائي كأس العالم للأندية (فيديو)    برنامج مباريات ربع نهائي كأس العالم للأندية    تونس – تأجيل محاكمة قضية "المؤامرة 2"    موسم الحبوب: تجميع 8.325 مليون قنطار    ترامب يتوقع وقف إطلاق النار في غزة الأسبوع المقبل    ترامب.. إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما في غزة    انقلاب بارجة بحرية بخليج السويس والسلطات المصرية تتابع الإنقاذ    وزيرة المالية.. تسجيل فائض في ميزانية الدولة بنحو 2 مليار دينار مع نهاية مارس    حقوق الاطباء والاطار شبه الطبي وعمال الصحة محور لقاء سعيد بالفرجاني    بومهل البساتين.. الحرس الوطني يطيح بمروع المواطنين قرب "ازور سيتي"    بنزرت: وفاة عامل كهرباء بصعقة كهربائية    كيف تؤثر حرارة الصيف على مزاجنا وسلوكياتنا اليومية؟    الملعب التونسي : الياس الجلاصي يعزز الصفوف    كرة اليد بالنادي الافريقي .. منير حسن يجدد والعياري وبوبكر أول المغادرين    بسبب الأسلحة الصينية: مصر... في مرمى الصهاينة    بنزرت: حجز 2,4 طنّا من البطاطا على متن شاحنة متجهة من معتمدية غزالة نحو العاصمة    تاريخ الخيانات السياسية (2)... قصّة أبي رُغال في هدم الكعبة    وزير الاقتصاد يؤكد أن المنشور عدد 12 المتعلق بالسباح المنقذ بصدد المراجعة    منظمة الاطباء الشبان تعبر عن استنكارها لقرار الزام الاطباء المقيمين بمواصلة العمل بمراكز تعيينهم الحالية    عاجل/ حادث مروّع يودي بحياة رجلين في العقد السادس والسابع من العمر    عاجل/ قريبا.. هذا موعد الإنتهاء من مشروع "جسر الطاقة" بين تونس وإيطاليا    وزير خارجية سلطنة عمان يؤدي زيارة عمل الى تونس الإربعاء    مع تفجر الخلاف.. هل يقوم ترامب بترحيل ايلون ماسك إلى جنوب إفريقيا؟    عاجل/ البرلمان: التوصّل الى صيغة توافقية لتنقيح هذا القانون    استدعاء أطباء مغاربة لإسعاف شيرين عبد الوهاب    إطلاق إستشارة عمومية حول مشروع كُرّاس الشروط المتعلق بممارسة نشاط خدمة شحن السيّارات الكهربائية    الحرارة تصل 34 درجة هذه الليلة    لسد الشغور.. بلدية قليبية تنتدب 25 سباحا منقذا    ترامب يهدد ماسك... ولا يستبعد ترحيله إلى مسقط رأسه في جنوب إفريقيا    إنتقالات: السد القطري يضم متوسط ميدان برشلونة    هدى بوسيف رئيسة جمعية تواصل بايطاليا: " نعمل على تعليم أطفال المهجر و علاج أطفال الداخل "    عاجل/ موجة حر غير مسبوقة تجتاح أوروبا والبحر المتوسّط يسجّل أعلى درجات حرارة على الإطلاق    عاجل/ أوّل تصريح من وليد التونسي بعد شائعة وفاته    عاجل/ إحباط محاولة تهريب 43 كلغ من "الكوكايين"    إعصار "قنبلة" يضرب أستراليا.. #خبر_عاجل    الحماية المدنية تحذر من السباحة عند رفع الراية الحمراء بالشواطئ    مجموعة من مكاتب البريد تؤمن حصة عمل مسائية    لمكافحة الأمراض.. أفضل وقت لشرب الشاي الأخضر..    الدكتورة بن فرج: ''هزّان الحلق خطير برشا...الّي يُخرج من فم صغيرك هي سوائل طبيعية مش بلغم''    مؤثر: آخر كلمات للطفلة "مريم" قبل غرقها…    رباعي يمثل تونس في بطولة العالم للرياضات المائية    صبّ المال وهات"... أغنية جديدة للفنانة زازا "    "نغمات 3" في مدينة الثقافة:الدخول مجاني لسهرة الطرب و"الربوخ"    أشغال صيانة على الطريق السيارة أ1: دعوة إلى الحذر وتخفيف السرعة    تقوم من النوم تاعب؟ هذا الحلّ    مونديال الأندية : مدرب مونتيري يطالب لاعبيه بالدفاع للتأهل أمام دورتموند    مهرجان مالطا السينمائي لأفلام البحر المتوسط : الفيلم التونسي "وين ياخذنا الريح" لآمال القلاتي يفوز بجائزة النحلة الذهبية لأفضل فيلم طويل    وزير التجارة يدعو الى استغلال الفرص المناحة لتحقيق عقود تجارية تعود بالنفع على الميزان التجاري    رئيس الغرفة الوطنية للدواجن: ''الإنتاج وفير والأسعار معقولة''    ثنائية ليوناردو تقود الهلال إلى فوز كبير على مانشستر سيتي في كأس العالم    فلاحة : متابعة المراقبة والتصديق على حصص بذور الحبوب الممتازة بعدد من الشركات المنتجة للبذور    أولا وأخيرا: «قرط» وتبن وقش    المنستير: فوز أسماء الصيد بالجائزة الأولى للمسة العصامية في اختتام الدورة 21 للملتقى الوطني للمبدعات العصاميات في التعبير التشكيلي    نفاد تذاكر عرض الفنان الشامي في مهرجان الحمامات الدولي    إختتام فعاليات المهرجان الوطني الثقافي والرياضي لشباب التكوين المهني    استبدال كسوة الكعبة مع بداية العام الهجري    ما هي الأشهر الهجريَّة؟...وهذا ترتيبها    مطرزا بالذهب والفضة والحرير.. السعودية تكسي الكعبة ثوبها السنوي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بلحسن الطرابلسي هرٌب ملايين الدينارات إلى الخارج عبر شركات " أوف شور" وشركات وهمية قد يكون المستفيد منها بن علي
نشر في صحفيو صفاقس يوم 22 - 10 - 2015

لازال مسار استرجاع الأموال التونسية المهربة والمجمدة في عددمنالبنوك الأجنبية عامة، والسويسرية خاصة، يراوح مكانه، دونأن تبرز في الأفق بوادر لحلحلة الوضعية، سيما وأن فترة خمسسنوات قد انقضت على الإطاحة بالرئيس السابق بن علي، والكشفعن منظومة الفساد الاقتصادي والمالي التي كانت تحيط به.
فقد ظلت القضايا ذات العلاقة، إلى حد الآن طور البحثوالتحقيق، رغم أن السلطات التونسية قد أصدرت عديد الإناباتالدولية (تفويض قضائي دولي) بلغت حد 57 إنابة سنة 2011فقط، للكشف عن الأموال التونسية المودعة في البنوك الأجنبيةواسترجاعها، كان آخرها الإنابة الدولية التي أصدرتهاالسلطات القضائية التونسية لصالح نظيرتها السويسرية منأجل التحقيق في الحسابات التي كشفتها قضية "سويس ليكس "المتعلقة بفرع الحسابات الخاصة التابع للبنك السويسري" HSBC "الذي وضع لفائدة عملائه نظام غش وتحيل يتيح لهمإمكانية التهرب الضريبي عبر افتعال شركات واجهةوهمية(أوف شور) أغلبها مقيمة في ما يسمى ب"الملاذات الضريبية "الآمنة.
فضيحة كشفت عن فسيفساء غير متجانسة من عملاء هذا البنكمن 203 دول، صنفت من بينها تونس في المرتبة 59 من حيثحجم التداول في الحسابات المتعلقة بها، والتي تمكنت وكالةتونس إفريقيا للأنباء "وات"، بالتعاون مع "شبكة إعلاميون منأجل صحافة استقصائية عربية" (أريج)، والمركز الدوليللصحفيين الاستقصائيين، من التوصل بقائمة الشخصيات التيلها علاقة بتونس، وهي قائمة تصدرها بالخصوص بلحسن الطرابلسي، الشقيق المدلل لزوجة الرئيس السابق ليلى طرابلسي، وضمت عديدالأسماء الأخرى.
فقد كشفت القائمة عن أسماء أشخاص لهم علاقة بتونس، سواءبالجنسية أو الولادة أو الإقامة أو مكان النشاط، يملكون 679حسابا بنكيا' راجعة بالنظر إلى 256 حريفا (عميلا) في تونس.
ويحتوي 230 حسابا جاريا أموالا تعود ملكيتها إلى 142 شخصاطبيعيا و32 شركة غير مقيمة، وفق ما كشفته تحرٌيات السلطاتالفرنسية التي أخضعت هذه المؤسسة البنكية للتحقيق، لوجودشبهات في تبييض الأموال والتهرب الضريبي والجبائي والترابحغير المشروع والغش البنكي خلال الفترة الفاصلة بين 9 نوفمبر2006 و31 مارس 2007.
وكشف الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، بعد فحص هذهالحسابات، أنٌ المبلغ الجملي الذٌي تحتويه الحسابات المتعلقةبتونس يفوق ال554 مليون دولار.
أسماء على القائمة وأرصدة تخفي فسادا على أكثر من صعيد:
بالإضافة إلى الأسماء العادية، أي المتداولة إعلاميا في تونس، ضمت القائمات المتعلقة بتونس، (ولد بتونس أو يقطن بها أويحمل الجنسية التونسية)، أسماء أخرى لشخصيٌات مهمٌة، من بينهارجال أعمال ومشاهير وخمسة أفراد من عائلتي الرٌئيس التونسيالأسبق بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي، تنوعت صفاتهم وطبيعةأنشطتهم بين رجال أعمال وصحفيين وطلبة صيدلة وربات بيوتومتقاعدين وتجاٌر وباعة مجوهرات ومحامين وموظٌفي بنوك وأطبٌاءوسماسرة ألماس.
ومن أبرز عملاء هذا البنك الذين استفادوا من خدماته، عددمن الشخصيات المقربة من النظام السابق، اتخذ في حقها المجلسالاتحادي السويسري يوم 19 جانفي 2011 إجراءات قسرية من أجلتجميد الأموال والموارد الاقتصادية، وعلى رأسها بلحسنالطرابلسي، شقيق ليلى بن علي.
ويظهر من خلال وثائق "سويس ليكس"، أن حسابات بلحسن الطرابلسي)المستقر حاليا بكندا، وهو محل تتبعات عدلية في تونس)، لهامالك إضافي، وهو شركة "زيناد ريسورسز ليمتد Zenade Ressources limted.
وقد بلغت قيمة أعلى مبلغ مودع بحسابات الطرابلسي التي تمفتحها يوم 22 جوان 2006، نحو 22083648 دولارا، فيما قدر أعلىمبلغ مودع بحسابات شركة "زيناد ريسورسز"، التي هي على ملكه، ب 2837034 دولارا.
وارتبطت حسابات بلحسن الطرابلسي، حسب الكشوفات التي تحصلناعليها، بوديعتين تحت اسمي "كافال تراست " Kaffal Trust و "الكاسار تراست " The Kassar Trust، دون أي تفاصيل بشأنها، وكذلك بالمحامية السويسرية، والممثلة القانونية لشركة "زينادريسورز ليمتد"، إيلي لندنفيلد Lindenfeld Elie ، التي تمتلكبدورها حسابا بذات البنك (HSBC)، وهو حساب سجل معاملات معبلحسن الطرابلسي و"زيناد ريسورز ليمتد " .
وبحسب الوثائق التي بحوزتنا، فإن عنوان المالك الأصلي للحساب، وهو بلحسن الطرابلسي عند فتح هذه الحسابات، يقع في "8 مكرر نهجمصطفى صفر 1002 البلفدير / وفطومة بورقيبة سكرة" بتونس، وهو مايفيد بأن محل إقامته ونشاطه الاقتصادي كان تونس عند فتح هذاالحساب، أي أن مكان نشاطه الفعلي واستقراره هوتونس، وهو ما يتعارض مع القانون التونسي الخاص بفتح حساباتبالخارج وتحويل أموال لفائدتها.
وينص القانون التونسي في الفصل 20 من الباب الثاني من مجلةالبورصة والتجارة الخارجية على أن "يلتزم أي شخص مقيم عادة فيتونس وأي شركة تونسية أو أجنبية تم إنشاؤها في تونس، وفقا للشروط والآجال المحددة من قبل البنك المركزي التونسي، بإعادة كامل قيمة العملة الصعبة المتأتية من تصدير المنتوجاتإلى الخارج، والتعويض عن الخدمات المقدمة في الخارج، وبصفة عامةمن مجموع الدخل أو المنتجات في الخارج ".
وقد تمٌ تعديل هذه الأحكام بمقتضى الفقرة الأخيرة من المادة نفسهاالتي أضافها المرسوم المؤرٌخ في 24 أكتوبر 2011 المتعلٌق بتنقيحقانون البورصة، حيث يعفى من هذا الالتزام الأفراد الطبيعيون في مايخصٌ الأصول التي تم إنشاؤها في الخارج، والتي تنص على أنه "يعفىمن واجب إعادة الأموال، الأفراد التونسيون العائدون من الخارج إلىتونس والأفراد الأجانب المقيمون في تونس ممن لهم أصول تم انشاؤهافي الخارج قبل تاريخ تغييرمكان الإقامة ".
شركات وهمية بالملاذات الضريبية وراء تهريب الأموال التونسية
اعتمد بلحسن الطرابلسي في تغذية موارد حساباته بالبنكالسويسري وغيرها من الحسابات التي تم الكشف عنها بعديد الدولالعربية والأوروبية، وحسب ما توفر من معطيات سنشرحها لاحقا،" مؤسسات واجهة" (أوف شوور)، تمثلت في شركتي "زيناد ريسورزليمتد" و"زيناد فايننس ليمتد"، عبر عمليات مركبة ومعقدة تمت فيمعظمها عبر الوسيط بالبورصة شركة "ماك سا" المملوكة،وفق الوثيقة التقديمية للوسيط عبر موقعه على شبكة الانترنات، منطرف المجموعة الكويتية "الخرافي" ممثلة في فرعها بتونس "شركةالاستثمار المالي " AL MAL Investment Company )بنسبة 80 بالمائةمن رأس المال)ومراد بن شعبان.
بداية، وفي فترة زمنية غير متباعدة قام المعني بالأمربإحداث شركة "زيناد ريسورز ليمتد" بتاريخ 12 أفريل 1999، ثم أسس بلحسن الطرابلسي شركة »زيناد فايننس ليمتد « Zenade Finance limited بتاريخ 15 سبتمبر 1999، بذات العنوان بالجزرالعذاراء الانكليزية بالبحر الكراييبي. هاتانالشركتان يمثلهما في تونس بلحسن الطرابلسي بمقتضى تفويضممضى من المتصرفة في الشركتين، وممثلة مكتب محاماة بسويسرا" ايلي لندفيلد"، كما تبينه وثيقتا تفويض عثرت عليهما اللجنةالوطنية لتقصي الحقائق حول الرشوة والفساد ونصت عليهافي تقريرها الصادر في أكتوبر 2011 (ص 206 الى ص 211).
ويشتبه، وفق اللجنة، أن تكون شركة "زيناد ريسورز ليمتد " على ملك الرئيس السابق زين العابدين بن علي، كما تؤكده الملحوظةالمدونة بخط يده باللغة الفرنسية، على وثيقةعثرت عليها ومفادها "بذلك نصبح مالكينل100 بالمائة منرأس مال الشركة " on devient propriétaire de 100% du capital "
وذهبت اللجنة إلى الاشتباه أيضا في أن تكون شركة "زيناد فايننسليمتد"، باعتبار تشابه اسمها مع شركة "زيناد ريسورز ليمتد"، علىملك الرئيس السابق، الذي قام بإحداث هاتين الشركتين مستغلا فيذلك صفته ونفوذه، حتى يتمكن بواسطتهمامن تحويل أموال إلى الخارج عبر عمليات اقتناء وبيع مساهمات فيشركات على ملك أفراد عائلته، وهو ما ذهب إليه أيضا رئيس الجمعيةالتونسية للشفافية ومكافحة الفساد، سامي الرمادي،في تصريح في إطار التحقيق.
وبالبحث عن المقر المشترك الذي سجلت عليه الشركتان على أرضالواقع، عبر موقع "غوغل ماب"، تبين أنه لا يوجد أي أثر لهما، وهوما يدعم الفرضيتين اللتين قدمتا سابقا، واللتين تؤكدان أنالشركتين وهميتان استعملتا لأغراض الفساد المالي والتهربالضريبي.
التفويت في شركات لفائدة شركات واجهة وتهريب الملايين
لقد تمتعت الشركة الواجهة "زيناد ريسورز ليمتد"، بعداقتناء جزء من رأس مال شركة الدراسات والإنجاز السياحي102200 )سهم) بمبلغ جملي قدره حوالي مليون و139 ألف دينارلم يتم تحويله إلى البنوك التونسية، حيث قام بلحسن الطرابلسيباعلام الوسيط بالبورصة "ماك سا" باعفائه من ضمان دفع مبلغالتفويت باعتباره البائع، بمرابيح عن مساهمتها في رأس مالهذه الشركة خلال السنوات 2005 و2006 و2007، قدرت ب4 ملايينو192 ألفا و828 دينار.
وتوزعت هذه المرابيح كالتالي مليون و898 ألفا و328 دينارعن سنة 2005 و627 ألف و750 دينارا عن سنة 2006 ومليون و666 ألفو759 دينارا عن سنة 2007، تم تحويلها بموجب الترخيص عدد 603178المؤرخ في 21 أوت 2006 الصادر عن البنك المركزي (انذاك كانمحافظ البنك المركزي توفيق بكار الذي ترأس هذه المؤسسة منجانفي 2004 الى 17 جانفي( 2011 إلى حساب الشركة الموطن بالبنكالسويسري وبدون الاستناد إلى ملف الاستثمار الخاص باقتناءالمساهمات، وهو ما يعد مخالفا للتراتيب الجاري بها العمل فيمجال الصرف.
وتواصلت حركة تمويل هذا الأرصدة حتى بعد الفترة المعنيةبالتسريبات، حيث قامت شركة "زيناد فايننس ليمتد" بتاريخأوت 2007 بالتفويت في أسهم شركة "أدوية" بمبلغ 376 ألفا و148دينارا عن طريق الوسيط بالبورصة "ماك سا"، الذي قام بتحويلالمبلغ بإذن من بلحسن الطرابلسي إلى حسابها الموطن بالبنكالسويسري.
وبتاريخ 24 جوان 2008 قامت "شركة الدراسات والإنجازالسياحي "، وهي شركة خفية الاسم، مملوكة فعليا' من قبل بلحسن الطرابلسيوشقيقته ليلى الطرابلسي بن علي بنسبة 5ر34 المائة لكل واحدمنهما بالشراكة مع "زيناد ريسورز ليمتد" بنسبة 31 المائةمن رأس مالها المقدر ب16 مليونا و200 ألف دينار، وبعد موافقةاللجنة العليا للاستثمار، بالتفويت (بيع) في رأس مالها المتكونمن نزل "كرطاقو" جربة.
وقد تمت عملية البيع لفائدة الشركة العربية الليبية للاستثمار(لايكو تونس) و6 أشخاص طبيعيين من ذوي الجنسية الليبية مقابلمبلغ 96 مليونا و456 ألف دينار عن طريق الوسيط بالبورصة "ماكسا ".
وفي ذات اليوم، 24 جوان 2008، قامت الشركة المتوسطيةللدراسات والإنجازات المملوكة من قبل بلحسن الطرابلسي(بنسبة 72 بالمائة) و"زياند فايننس ليمتد" (بنسبة 28بالمائة من رأس مالها البالغ قيمته 12 مليون دينار)، بعدموافقة اللجنة العليا للاستثمار، بالتفويت في رأس مالهامقابل مبلغ 50 مليونا و210 آلاف دينار لفائدة نفس الشركة،أي الشركة العربية الليبية للاستثمارات الإفريقية (لايكوتونس) و5 أشخاص طبيعيين من ذوي الجنسية الليبية في حدود 29مليونا و847 ألف دينار ولشركة الدراسات والإنجاز السياحي(التي فوتت في ذات اليوم في رأس مالها كما سبقت الاشارةفي الفقرتين السابقتين) بالنسبة لباقي المبلغ أي 20 مليونا و363 ألف دينار، وذلك أيضا عن طريق نفس الوسيط بالبورصة" ماك سا ".
تحويل الأموال المترتبة عن عمليتي التفويت إلى الخارج
على إثر عملية التفويت المتزامنة، تم تحويل الأموال الناتجة عنبيع الشركتين والبالغة 146 مليونا و606 ألف دينار، كما يلي:
قامت الشركة العربية الليبية للاستثمارات الافريقية "لايكو تونس "بتحويل مبلغ 111 مليونا و637 ألف دينار لفائدة الوسيط بالبورصة" ماك سا" بتاريخ 23 جوان 2008
كما قامت شركة الدراسات والانجاز السياحي بتحويل مبلغ 20مليونا و363 ألف دينار لفائدة الوسيط "ماك سا" بتاريخ 24 جوان2008 ،وقد قام الوسيط بدوره بتحويل مبلغ 87 مليون دينار لفائدةبلحسن الطرابلسي ومبلغ 14 فاصل 2 مليون دينار لفائدة شركة" زيناد فايننس ليمتد" بحساب موطن بالشركة التونسية للبنك، التيقامت بتحويله لفائدة هذه الشركة بحسابها الموطن بالبنك السويسري(HSBC) بتاريخ 9 جويلية 2008، وفقا لوثيقتين عثرت عليهما اللجنةالوطنية لتقصي الحقائق حول الرشوة والفساد.
وقد تمت عملية تحويل هذه الأموال بدون ملف الاستثمار الخاصباقتناء وبيع هذه الأسهم من طرف شركة "زيناد فايننس ليمتد"، إذتم الاكتفاء بترخيص، على سبيل التسوية، مع محافظ البنك المركزيآنذاك (توفيق بكار)، وهو ما يعد مخالفا للتراتيب الجاري بهاالعمل في مجال الصرف والعلاقات بين البلاد التونسيةوالبلدان الأجنبية.
كما قام الوسيط بالبورصة "ماك سا" بتحويل مبلغ 29 مليوناو900 ألف دينار لفائدة شركة "زيناد ريسورز ليمتد" بحسابانتظار موطن بالبنك التونسي. وقد تم في مرحلة أولى الاكتتاببمبلغ 28 مليونا و890 ألف دينار في أسهم رأس مال شركة استثمارذات رأس مال متغير بتاريخ 27 جوان 2008، ثم وقع بيعها بتاريخ 19أوت 2008، مقابل 29 مليونا و33 ألف دينار، أي بتحقيق أرباح فيحدود 43 ألف دينار. وفي مرحلة ثانية تم تحويل 29 مليونا و900ألف دينار لفائدة "شركة التعاون والاستثمار "التي تساهم في رأسمالها شركة "زيناد ريسورز ليمتد" بنسبة 31 بالمائة، وذلك فيإطار عملية الترفيع فيرأس المال.
أما بالنسبة لباقي المبلغ وقدره 14 مليونا و600 ألف دينار، فقدتسلمه بلحسن الطرابلسي مباشرة من شركة "لايكو" بعنوان تسبقةبنسبة 10 بالمائة عن كل عملية البيع، وسلم مقابل ذلك شهادةإعفاء للوسيط بالبورصة من دفع هذه المبالغ.
استغلال "الشركات الواجهة" في عمليات أخرى لتهريب الأموال
كما لعبت ذات الشركتين الواجهة في تحويل أموال إلى أرصدةأخرى بأكثر من دولة. ففي أوائل شهر أوت 2005 اقتنت شركة" زيناد فايننس ليمتد" 120 ألف سهم من رأس مال شركة "كارطقو "للطيران مقابل 576 ألف و86 دينارا قامت بتحويلهاعبر البنكالمركزي بتاريخ 19 أوت 2005 لفائدة الوسيط بالبورصة »ماك سا « MAC SA .
وفي نفس الشهر، وخلال الفترة المتراوحة بين يومي 24 أوت و29 أوت2005، أي بعد خمسة أيام فقط، قامت "زيناد فايننس ليمتد" ببيعهذه الأسهم بمبلغ مليون و121 ألفا و277 دينارا، محققةبذلكأرباحا فاقت نسبتها 95 بالمائة من قيمة الشراء، تم تحويله بإذنمن بلحسن الطرابلسي إلى حساب موطن بالبنك الوطني الكنديبنيويورك لفائدة المجمع "كافال للاستثمار" " Kaffel Group Investment" الذي يشتبه أنه على ملكه، بتاريخ 13 سبتمبر2005.
وبالإضافة الى الحسابات بالبنك السويسري (HSBC)، يمتلك بلحسنالطرابسلي، عدة حسابات بنكية بعدد من الدول الأوروبية والعربية، على غرار حساب ببنك Paribas Fortis BNP فرع Porte de Namur ببروكسال، وحساب بالبنك العربي بدبي، وآخر يبدو أنه مشترك معوالده بBarclays Wealth بسويسرا،ورابع مرقم باحدى بنوك الشرق الأوسط، وحساب ببنك الإمارات الدوليبمكتبه الرئيسي بدبي، وفق ما أثبتته تحريات اللجنة الوطنيةلتقصي الحقائق حول الرشوة والفساد.
ويشار الى أن اللجنة قد أحالت، تبعا لما سبق، على النيابةالعمومية ملفات مدعمة بالوثائق بتاريخي 18 ماي و2 جوان 2011.
قضية رأي عام
قضية "سويس ليكس"، قضية شغلت الرأي العام الدولي في أكبر فضيحةفساد مالي وتهرب ضريبي في العصر الحديث، تعهد بها في ما يخصالحسابات ذات العلاقة بتونس، القطب القضائي المالي، وأصدر فيهاإنابة دولية في إطار التعاون مع الطرف السويسري، وفق ما أفادنابه القاضي المكلف بمهمة بديوان وزير العدل، فيصل عجينة.
وأكد أن "تحقيقا فتح ضد كل من سيكشف عنه البحث من أجل مجموعة منالتهم المتمثلة في غسل الأموال، وجرائم مخالفة القوانين الجاريبها العمل في مجال الصرف، أو جرائم الصرف"، مفضلا عدم الخوض فيتفاصيل تتعلق بهذه الحسابات وأصحابها وقيمة الأرصدةالموجودة بها، وقيمة التهرب الجبائي المنجر عنها، وذلكبداعي "الحفاظ على سرية الأبحاث ".
ولدى اتصالنا بالبنك المركزي التونسي، أفادنا المكلف بالإعلام، زياد النحيلي، أنه "يتعذرعلى مؤسسته الخوض في تفاصيل الموضوع، بما أنه من أنظار القضاء التونسي حاليا وصدرت في شأنه إنابةعدلية"، في حين أكد رئيس لجنة المالية بمجلس نواب الشعب، المنجيالرحوي، أن "الموضوع غير ذي أهمية ".
وعلى الرغم من العمليات المشبوهة التي قامت بها شركتا "زينادريسورز ليمتد" و"زيناد فايننس ليمتد"، وتورطهما في تهريبالأموال، لازال بلحسن الطرابلسي "يأمل" في استرجاع ممتلكاتهالمصادرة في تونس، حيث قامت مجموعة من المحامين برفع قضيةلدى المحكمة الإدراية بتونس للمطالبة برفع قرار المصادرة عنأملاكه بحجة عدم قانونيته، غير أن هذا الطلب قوبل بالرفض.
وفي إطار حق الرد، اتصلت "وات" بمحامي المعني بالأمر الأستاذمحمد الهادي الأخوة، غير أن هذا الأخير، وبعد التنسيق معالمعني بالأمر (بلحسن الطرابلسي) واستشارته بشأن التعليقعلى المعطيات التي توفرت لدينا، أكد أنه "لا يرغبفي الإدلاءبأي تصريح، أو الخوض في الموضوع، ولن يرد قبل نشر التحقيق، إن رأى في ذلك صالحا ".
في ظل كل ذلك، قد تكون جلسة العمل التي عقدها وزير العدل)المعفى من مهامه يوم 20 أكتوبر 2015)، محمد الصالح بنعيسى، الاثنين 12 أكتوبر 2015 مع النائب العام الفيدراليفي سويسرا، مايكل لاوبر، والتي تمحورت حول ضرورة التقدم فيملف استرجاع الأموال المنهوبة والمهربة إلى الخارج وخاصةإلى سويسرا، انطلاقة جديدة على طريق تسوية هذا الملف.
انطلاقة مأمولة يسوغها تأكيد لاوبر على أن "الطرف السويسريمستعد تماما لمواصلة الجهودالمشتركة لاسترجاع بعض الأرصدةوالأموال المودعة بسويسرا"، مشددا في نفس الوقت على "ضرورةتوخي الاجراءات القانونية المعتمدة لإيجاد الحلول العاجلةالتي من شأنها أن تمكن تونس من استرجاع أموالها المهربةإلى سويسرا " .
تنويه: (التحقيق أنجز بالتعاون مع "أريج "والمركز الدوليللصحافيين الاستقصائيين).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.