برهن عرض الاوركستر السيمفوني المدرسي والجامعي في افتتاح مهرجان صفاقس الدولي ان مراهنة مندوبية الثقافة بالجهة على هذا الصنف من الموسيقى الكلاسيكية التي يدعي الكثير من الناس انها نخبوية ولا يمكن برمجتها في مهرجان دولي له صبغة جماهيرية كانت مراهنة صائبة وادركت اهدافها الى ابعد الحدود سهرة افتتاح ناجحة بشهادة العديد ممن تابعها حيث اجتمع فيها حسن الاداء ورقي الموسيقى مع تفاعل الجماهير التي حضرت باعداد محترمة جدا في فضاء المسرح البلدي بصفاقس فكان عرضا لائقا بوقار ورشاقة هذا المعلم الثقافي المميز لقد استحسن الجمهور الحاضر اداء الاورسكتر بقيادة المايسترو حافظ مقني وبمشاركة مميزة لاربعين عازفا وعازفة من الاطفال واليافعين والشبان الذين تراوحت اعمارهم بين 7 و25 سنة فلم يشعر احد من الحاضرين بان الذين اعتلوا الركح من المبتدئين او الهواة في تعاطي جنس من الموسيقى الراقية الذي قد يستعصي حتى على الراسخين في فنون الموسيقى ساعة ونصف الساعة تقريبا من الاداء المتواصل الذي لم ينقطع الا بين المعوزفة والاخرى بتصفيق من الجماهير التي تفاعلت مع عديد المعزوفات المستوحاة تارة من التراث الموسيقي العالمي والتونسي والمازجة بينهما تارة اخرى 13 معزوفة ادتها باتقان نادر عناصر الاوركستر السيمفوني المتكونة من 20 عازف كمنجة الى جانب عازفي غيتار وعود وبندير وحتى الات ايقاع صينية بما ساعد على تخريج مزيج من الاصوات الجميلة التي عكست روحا من الانفتاح والتلاقح سعى الميسترو حافظ مقني الى ايصالها الى الجمهور غير ان تفاعل الجماهير لم يكن مقتصرا على المعزوفات المستوحاة من التراث الموسيقي التونسي على غرار معزوفة /سيدي ياسمين/ التي تعيد انتاج لحن اغنية سيدي منصور وانما اقترن كذلك باداء معزوفات لعديد الفنانين العالميين مثل معزوفة /كوكتيل اوفنباخ/ Cocktail Offenbach للفنان جاك اوفنباخ Jacques Offenbach و/انترمازو/ Intermezzo للفنان الايطالي بياترو ماسكانيي Pietro Mascagni و/رقصات مجرية/ Danses hongroises للفنان المجري يوهان براهمس Johannes Brahms و/صوت الربيع/ La voix du printemps للفنان النمساوي يوهان ستراوس Johann Strauss وغيرها عرض الافتتاح لمهرجان صفاقس الدولي عكس النفس التجديدي للتظاهرة التي ارادت التفاعل الايجابي مع ثورة الكرامة والقطع مع ممارسات وخيارات العهد البائد في المجال الثقافي والفني باتجاه تكريس لون من الثقافة الراقية التي ترتفع بالذائقة وتهذبها لا العكس