جدت ليلة السبت مناوشات وصفها شهود عيان ب”الحادة بنقطة تفتيش قارة تسمى النقطة 14 وذلك بين عدد من التجار والأطراف الناشطة بهذه النقطة من ديوانة وأمن وجيش. وجاءت هذه المناوشات والمواجهات وفق مصدر ديواني رفيع المستوى على خلفية منع دورية التفتيش المشتركة بهذه النقطة القارة، عبور سلعة قادمة من القطر الليبي في اتجاه بن قردان، تتمثل في 30 شاحنة محملة بالموز والتفاح إلى جانب سلع مختلفة من مواد كهربائية ومنزلية مختلفة. وقد أثارت هذه العملية غضب أصحاب السلع وعدد من التجار الذين أقبلوا من وسط مدينة بن قردان مساندة لزملائهم من أصحاب السلع المحتجزة، فجدت مواجهات حادة واعتداءات تواصلت حتى ساعات الصباح الأولى مسفرة عن جرح اثنين. وأوضح العميد مختار بن نصر أن الجيش قد تدخل وتم إرجاع السلع إلى رأس جدير في انتظار تسوية وضعيتها على حد تعبيره. ومن جهتها افادت مصادر صحية بمستشفى بن قردان بان جريحا واحدا تم نقله إلى صفاقس لإصابته بحروق بليغة فيما يقيم الجريح الثاني بقسم الجراحة بمستشفى بن قردان ومن المنتظر أن يغادره اليوم. و تأتى هذه الأحداث بنقطة التفتيش رقم 14 التي تم تركيزها مؤخرا على بعد 14 كلم من نقطة العبور برأس جدير للتخفيف عنها وللتصدي لظاهرة التهريب، قد رافقتها أيضا توترات واحتجاجات وسط مدينة بن قردان كامل الليل سجل خلالها غلق الطرقات والمحلات وتجمع للمواطنين بمفترق المغرب العربي الكبير. ولئن خيم الهدوء بالمدينة صباح اليوم، إلا أن عددا من ممثلي المجتمع المدني بالجهة يرون أن موجة الاحتقان ما زالت سائدة بين متساكني منطقة بن قردان “شعورا منهم بما أصبح يتهدد مورد رزقهم الوحيد من مخاطر” على حد تعبيرهم. ووصف مصدر ديواني رفيع المستوى الوضع ب”الكارثي وبأنه أصبح لا يحتمل” متسائلا عن كيفية حماية الاقتصاد في وقت قال انه “لا تتوفر فيه أدنى حماية لأعوان الديوانة” وطالب بأن تتدخل الحكومة وتتحمل حسب قوله “نصيبا من المسؤولية” من أجل التصدي إلى ما أسماهم “أباطرة التهريب الذين يستنزفون الاقتصاد وميزانية الدولة”.