وضع الرجل المناسب في المكان المناسب أحد القواعد الهامة التي لا تصلح حياة البشر بدونها، وأكبر مقتل يفسد نظام الحياة أن يتولى الحكم والولايات والمناصب أقوام غير أكفاء يقودون الحياة بأهوائهم، ويترك الأخيار القادرون على تسيير الأمور على النحو الأمثل والأفضل. وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن من أشراط الساعة أن يوسَّد الأمر إلى من لا يستحقه، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس يُحَدّث القوم، إذ جاءه أعرابي، فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه، فقال بعض القوم: سمع ما قاله، فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه: قال: «أين السائل عن الساعة؟» قال: ها أنا ذا يا رسول الله، قال: «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة»، قال: وكيف إضاعتها؟ قال: «إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة». ومن نظر في تاريخ الأمة الإسلامية علم أن هذا المرض الذي أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم هو أحد البلايا الكبار التي أصابت المسلمين إصابات كبيرة.